ماذا جلبت نشاطات الأونلاين إلى حياتنا؟

ستة أشهر منذ أن أُعلِن عن توقف الحياة السابقة والخوض في كل القرارات والمنحنيات التي جلبها فيروس كورونا المستجد؛ ومنها تحول غالبة نشاطات الحياة إلى أنشطة إلكترونية نقوم بها من المنزل؛ التعليم الجامعي والمدرسي، والأنشطة الثقافية مثل أندية القراءة وورشات العمل، أي أن كل هذه الحياة الاجتماعية تحولت إلى أنشطة فردية في نطاق المنزل فقط!

الخمول والكسل!

إن العمل الجماعي والتطوعي والمشاركة الفاعلة في المجتمع تضفي على الحياة روح العطاء والسعادة والرغبة في الإنجاز، واختفاؤها والانقطاع عنها بصورة مباشرة يُطفئ الروح فتتلاشى الرغبة في الإنجاز والقيام بالأنشطة اليومية بحيوية وفاعلية كالسابق! ويصبح الخمول وكره مواقع التواصل الاجتماعي والروتين اليومي هو المسيطر، وكأن من أعراض فيروس كورونا على المجتمع هو الخمول والكسل!

لكن هل ستتوقف حياتنا هنا! عند عدم الرغبة في فعل أي شيء!

الحياة لن تعود كسابق عهدها

إذا أعدت النظر في الحال التي نحنُ عليها الآن ستبصر جيدًا أنك حتى وأنت مُستلقٍ في جوف الكسل والاكتئاب وهذا الانقلاب، الحياة تسيرُ لا محالة، ولا أحد، لا أحد ينتظرك وأنت تتوجه الآن لتلقى نتائج المجهود الذي من المفترض أنك بدأت في بذله لا محالة. عليك أن تتذكر أن الحياة لن تعود كسابق عهدها.

موقف النظام والترتيب

  1. ما أن تدرك مسؤوليتك تجاه هذه الأيام التي تمضي، قرّر أن تمضي معها، قرّر أن تترك فراشك وتصرخ لتطرد ذلك الوحش المُقيّد لك وهو الخمول، أعد ترتيب مكتبك، لملم أوراقك المتناثرة، واخرج من الأربعة جدران للحياة.
  2. حدّد نظامًا لكل شيء؛ فيبدو أننا عندما نعتاد المنزل نعتاد فكرة الراحة وفكرة الفوضى، قرّر أن ترتب هذه الفوضى.
  3. ابدأ بالورقة والقلم اكتب ما يجب عليك القيام به بالتفصيل، يفضل إذا كنت تدرس أو تعمل أن تكتب مهامك مقسمة وفقًا لجدول زمني بالأيام وبالساعات.
  4. جدّد نشاطك بإضافة مهام رياضية، وأنا أفضل فكرة الخروج من المنزل خلال فترة مناسبة من النهار، يمكن أن تتبرع بشراء حاجيات منزلك، أو أن توصل أخاك الصغير لمدرسته، أو أن تشتري حاجاتك من السوق بنفسك بدلًا من شرائها عن بعد، وغيرها من الروتين الذي يتطلب الخروج من المنزل.

العلاقات الاجتماعية الجيدة

لا شك أن الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا لهم تأثيرهم في التحفيز والمضي قُدمًا، ولهم دورهم في الإحباط أيضًا، وفي أزمة كورونا فإن عائلتك هم أكبر مجتمعك وأنت معهم ليل نهار، حاول أن تصنع يومًا جميلاً لهم؛ فهم أيضًا يمرون بما تمر به من هذه الأزمة، انشر روح الدعابة بينهم، حاول أن تجعل وقت الجلوس معهم أطول من فترة الجلوس على مواقع التواصل الاجتماعي.

الكثير من الوقت، الكثير من الفرص

الكثير من الفرص والكثير من الإيجابية جلبها هذا الفيروس معه، كيف ذلك؟

الكثير من المنظمات والمؤسسات التعليمية قامت بعرض موادها التعليمية والتدريبية أونلاين ومجانًا، مثل هذه الفرص التي انتظرناها منذ زمن، قد لا تتكرر!

لذلك انهض بنفسك، اعرف الفرص أكثر، تعرف على مهارات جديدة ما كنت لتتعلمها وحدك، ورب ضارةٍ نافعة!

الحياة لن تعود كالسابق، والأزمات لا تُحل من تلقاء نفسها! افعل أي شيء المهم ألا تستسلم للخمول والإحباط وهذا القيد الكبير.