ماذا قصد نيكولا تيسلا بقوله "عقلي مجرد مستقبل"؟

ما هو الدماغ؟

"عقلي مجرد مستقبل، في هذا الكون توجد نواة لما نكتسب من معرفة، وقوة، وإلهام.
فأنا لم أتطرق لأسرار هذه النواة بعد ولكن ما أعلمه أنها موجودة."

هذه كانت كلمات نيكولا تيسلا في وصف عقله ولكن لماذا؟ 

بلا شك، فإن نيكولا تيسلا هو أحد أعظم العلماء الذين مروا عبر التاريخ، فقد غيّر الكثير بل هو من الأسباب الرئيسية لهذا الكم الهائل من التطور اليوم. تسلا هو من أوجد التيار المتردد الذي نستخدمه اليوم في بيوتنا لتشغيل كل شيء يعمل بالكهرباء. كما أنه طوّر تكنولوجيا الاتصالات والطاقة والقدرة، لما له من براءات اختراع في كلٍ من هذه المجالات.

صفاته تلك دفعتنا للاستغراب، وخلقت تلك الكلمات تساؤلات لم تتم الإجابة على أيٍّ منها حتى يومنا هذا: ما هو الدماغ؟ كيف نفكر؟ كيف نحكم على الأشياء من حولنا؟ كيف نكتسب الإدراك؟ 

هذه التساؤلات كانت موجودة منذ قديم الأزل، ولكن أعادها تيسلا في القرن الماضي بشكل لم نعرفه من قبل.

الفيلسوف، وعالم الرياضيات، والفيزيائي، والكاتب الفرنسي رينيه ديكارت قال في ذات السياق: "أنا أُفكر، إذًا أنا موجود". فماذا عن التفكير في حد ذاته؟

يعرّف التفكير من وجهة النظر الطبية على أنه: عمليةٌ ناجمة عن إطلاق الخلايا العصبية بالدماغ، ولكن تيسلا كانت له وجهةُ نظرٍ أُخرى، فهو يظن أن الدماغ هو فقط مُستَقبِل وهو الأمر المنطقي بالنسبةِ لي، فعند التعمق في التفكير، نجد أن مجموعة من الأنماط تحكم تفكيرنا، تتحكم بمشاعرنا، وأثناء التفكير يستقبلها الدماغ حتى تُكرر التفكير فيها يومًا بعد يوم، فتستقر في دماغك كواحدةٍ من القيم التي أضافها محيطك إلى دماغك. أما عن التعريف الطبي، فهو قد فسّرَ فقط عملية التفكير ولم يفسر أثر المعطيات من حولنا التي لها السيطرة الكاملة على أدمغتنا.

المُستَقبِل

وإذا ما ربطت التعريف الطبي لعملية التفكير مع الفلسفة المنطقية لتيسلا، فسوف ترى التناغم في عملهما مع بعضهما، فإن التفكير في حد ذاته عملية تقوم على إطلاق الخلايا العصبية فما الذي يطلق تلك الخلايا؟ أو بمعنى آخر: ما الذي يعطي الدماغ إشارة إطلاق الخلايا العصبية؟ إنها المعطيات من حولنا. 

فما الذي يثير الشك في ما قاله تيسلا؟ إنه خَلقُ مفهومٍ جديد وهو القدرة على التحكم بالدماغ، إذ قَصَد تيسلا بأنه من  الممكن للإنسان اكتساب أي شيءٍ في هذا الكون عن طريق التحكم بالمُدخلات التي يستقبلها ذلك المُستقبل، وبهذا الشكل فقد أهدى لنا تيسلا سِر العقل بطريقته الخاصة وسط غموضه، فإذا أردتُ أن أُفسر بنفسي مقولةَ تيسلا هذه أستطيع القول على لسانه:

"إذا أردت أن تكون نيكولا تيسلا، فقط تحكم بتلك المعطيات التي تدخل لذلك المستقبل أي الدماغ".