الفكرة.. أن تبدأ!

كل يوم هو فرصة جديدة لأن تبدأ، فجميعنا نستطيع البدء من الصفر في أي عمر ومن أي مكان، فقط كل ما نحتاج إليه قليل من الثقة بالنفس مع بعض من الإرادة يُضاف إليها بضع مثابرة، هذا الخليط السحري إذ ما استحضرته إلى نفسك سيدفعك للشروع في تنفيذ خططك المؤجلة.

إذ كنت ممن أصابهم هذا الشعور وما تزال العديد من الأصوات تصرخ داخل ذهنك وتؤرق نومك، فعلاجك أن تبدأ، مستعينًا بتلك الخطوات التي ستساعدك خلال رحلة البداية:

1- خطّط دون إفراط

غالبًا ما يستنفد منا التخطيط طاقة أكبر بكثير من ما نبذله، فعلى الرغم من أهمية التخطيط إلا أنه كلما كان بسيطًا، وكلما ركزت على بدء الأمر وأنت بطاقتك، كان إنجازك واستمرارك أفضل.

فمثلًا: عندما نستعد للامتحانات ونبدأ بوضع جدول للمذاكرة مكثف ثم نشرع في تهيئة المناخ العام من تنظيم المكتب والاستعداد بالأقلام والملصقات الملونة والورق، نجد أنفسنا بمجرد البدء بالمذاكرة انتابنا الشعور بالتعب والإرهاق أو يحين وقت عمل شيء آخر فنؤجل خططنا، لنعيد التخطيط من بدايته في يوم آخر، وهكذا.

2- ابدأ في صمت

كما يستنفد التخطيط المبالغ فيه طاقتنا، فإن الحديث عن ما ننوي القيام به أيضًا يستنفدها، فلا تتحدث ودع إنجازك يتحدث عنك أفضل منك، وهناك سبب ثان يجعل البدء في صمت هو الخيار الأفضل، فعدم معرفة الآخرين لما تخطط يحافظ على ثقتك بنفسك، فقد ينال من حولنا من ثقتنا بأنفسنا دون أن يشعروا معتقدين بشكل أو بآخر أنه نوع من أنواع التحفيز خاصة مع تكرار انقطاعنا عن تحقيق أهدافنا، فيأتي ذلك بنتيجة عكسية تضعف من عزيمتنا.

هل تعرضت في مرة للتأنيب أو السخرية من صديق لأنك لم تكمل في طريقك في تنفيذ خطة لتحقيق هدف ما؟ هل سمعت جملة "كالعادة، بتتكلم بس" أو "لما نشوف"، عندما تكلمت مع أحد أفراد عائلتك أو أصدقاءك عن خططك في تحقيق هدف معين، فنال ذلك من عزيمتك؟

3- استغل حماس البدايات

حماس البدايات هو ما يعطينا النشاط الذي نحتاجه للبدء في تحقيق هدفنا وجعلها عادة منتظمة.

فعندما تبدأ في تعلم لغة جديدة مثلًا وأنهيت درسين أو ثلاثًا، فأنت بالتأكيد استفدت بتعلم كلمات جديدة لم تكن تدركها من قبل ولم تكن لتتعلمها بدون استغلال حماسك وشروعك في التنفيذ، وتلك النقطة تقودنا للتالي.

4- لا تكن مثاليًا

لا تقسُ على نفسك، ليس من الضروري أن تلتزم بخطتك بنسبة 100%، التزم بأقصى درجة لديك فمهما كانت درجة التزامك وإنجازك، فهي بطبيعة الحال أفضل من أن يكون إنجازك النهائي صفرًا.

5- قم واستكمل المسير

عندما تُسلم بأنك لن تكون مثاليًا، سيكون ذلك دافعًا لك للاستمرار وإن تعثرت أو توقفت، فالتوقف لا يعني إلغاء الماضي والبدء من جديد، قم وأكمل المسير من حيث كنت فعدم استمرارك سيحرمك من تحقيق الإنجازات.

وأخيرًا، "التجربة خير مُعلم" فإذا لم تجرب لن تجد الطريق. فقط ابدأ أول خطوة حتى وإن كانت عبارة عن ضغطة زر للبحث عن فكرة معينة أو طريقة تنفيذها، من هنا قد تجد الطريق لتبدأ! فعندما تبدأ وتجرب تكتشف قدراتك، تتحدى نفسك، تتعلم وتُحسن من ذاتك حينها تكون صاحب إنجاز. مهما كان هذا الإنجاز بسيطًا لكنه سيسعدك ويشعرك أن لحياتك معنى وإن كانت تجربتك البدء في تعلم كيف تُعد قهوتك الصباحية بنفسك.