علينا بالثورة للنساء! (2)

مكان المرأة

هل مكان المرأة هو المطبخ؟ قالها لي صديق يرى أن المرأة مكانها المنزل وتحديدًا المطبخ، وعندما حاولت إقناعه أقنعني ولم أستطع الرد. قررت التعمق في الأمر لأجد ما أقوله عندما أواجهه مرة أخرى، فوجدت كلامًا قد يسكته ولكن لم أجد ما يعيد تفكيري كما كان من قبل. من هي التي تريد الخروج لهذا العالم الذي تُقتل النساء فيه كالخراف، وتُعنّف كأنها جماد ويتحرش بها المارون وكأنها لعبة بلاستيكية بلا مشاعر أو صوت؟! لا داعي للقلق، أرفض فكرة قولبتي على أنني لعبة بلاستيكية مكانها المنزل. بالعودة للواقع، فجميعنا معرضون للقتل، والتعنيف والتحرش حتى الرجال، وإن كان بنسب مختلفة. المطبخ مكان من تريد العيش فيه، والفضاء لمن تريد التحليق به.

واجبنا هو احترام المرأة ودعمها

التعليم، والعمل، والسفر، والطبخ، والنوم، والكلام والصمت وغيرها هي اختيارات. فمثلًا المرأة التي تفضل المكوث في المنزل وإعداد الطعام لعائلتها كل يوم ليست دائمًا مجبرة على هذا؛ فالمنزل للمرأة أمان واستقرار. وبالمثل هي تلك المرأة التي ترى في العمل، والتعلم والقيادة أمانها واستقرارها. ولهذا بدلًا من إطلاق الأحكام على النساء واختياراتهن وصرف الطاقة على التدخل في حياة الآخرين سلبًا، قد يكون من الأفضل لنا التركيز على عوائلنا وأنفسنا، وإن كان لا بد من إبداء الرأي فليكن به احترام للآخر رجلًا أو امرأة. ومن المؤكد أن باحترامنا للنساء وقناعتهن واختياراتهن فنحن نحترم الرجال، فمن هي المرأة إلا أم الرجل، وأخته، وزوجته، وقريبته وصديقته.

مصطلح العيب

أرفض قبول مصطلح العيب الشائع استخدامه عند حديث المرأة عن الدين، والعائلة، والحب، والزواج، والحرية والحقوق وغير هذه الأمور. إذ تفرض العادات والتقاليد التي توارثتها عائلاتنا على معظم النساء ثقافة العيب من حيث الكلام، والأفكار، والاختيارات والتوجهات.. إلخ، ولهذا من الضروري جدًا تعزيز وعي النساء بأهمية دورهن في قيادة المجتمع والأسرة، إذ تربي المرأة وتعلم نساء المستقبل ورجاله، فكيف لها أن أن تنشئ المستقبل إن حُرمت هي من عيشه، واختياره والحديث عنه؟

خاتمة

قلتها لكم سابقًا

رغم وجود العديد من النساء الملهمات ممن استطعن كسر القيود المجتمعية وتحقيق إنجازات مهولة إلا أنه هناك من لا يزلن عالقات في قيعان المدن وخلف الأسوار، تنقصهن القوة للمحاربة أو لم يتجرأن على المحاولة. وهنا يأتي دورنا نحن، فما فائدة أصواتنا إن لم تعلُ لأجلهن؟

فلتعلو أصواتنا لنجعل من المطبخ جنة للنساء واختيارًا، ومن الفضاء منزلًا للجميع. لنعش بحرية ونتبادل الاحترام مع السلام.