كيف تحدد من هم قراء مقالاتك؟

عندما يتعلق الأمر بأي نوع من أنواع المحتوى الرقمي، فإننا دومًا بحاجة لتحديد جمهورنا المستهدف. ولكن، تحوي هذه العملية التي قد تبدو بسيطة جدًا، تفاصيل ضرورية لا بد من المرور بها لرسم شخصية العميل (Customer Persona) الذي يزور موقعي أو مدونتي حيث أنشر المحتوى الذي أقدمه له، وفيما يخص صناعة المحتوى الرقمي، يطلق على وصف العميل هذا اسم "شخصية القارئ"، أي مصطلح Reader Personaباللغة الإنجليزية.

في الدرس الثالث عشر من منصة أنوان، سنتعرف على الأساليب التي يمكننا من خلالها تحديد شخصية قراء محتوانا، أي الجمهور الذي نستهدفه كل يوم. إذ دون معرفة هذا الجمهور، لن يحقق المحتوى الذي نصنعه أفضل النتائج للأسف!

ما هي شخصية العميل أو القارئ؟

باختصار، تتألف شخصية القارئ من تمثيل أو تصور متخيل للقارئ المستهدف، ينشأ من بيانات حقيقية نتحصل عليها بطرق مختلفة، ومن القيم التي يمتلكها، وحاجاته ومشاكله واهتماماته. إنها عبارة عن ملخص بسيط لمعظم قرائك يسهل عليك تصورهم ومخاطبتهم بالمحتوى الذي تنتجه وتنشره لهم.

ما أهمية شخصية القارئ؟

  • تساعدك في تحديد المحتوى الصحيح الذي يستهدف القارئ الفعلي الذي تسعى لاستهدافه، وتحقيق أفضل النتائج من محتواك بالتالي.
  • تعرفك بما يبحث عنه القارئ والتعرف إلى كم هائل من الأفكار التي تساعدك في اختيار مواضيعك مستقبلًا.
  • معرفتك بقرائك تسمح لك بنشر محتواك والترويج له في الوقت المناسب.

كيف أحدد شخصية القارئ؟

أولًا: اعرف من هو القارئ؟

ابدأ بجمع المعلومات التي تفيدك في بناء شخصية القارئ ومعرفتها، وصنع القرار حيال أنواع المحتوى الذي ستصنعه. وبداية، تتعلق هذه المعلومات بالمعلومات السكانية، أي المعلومات والأرقام الإحصائية التي تصف لك القارئ بطريقة أكثر دقة، وذلك من خلال الاسم، والعمر، والجنس، ومكان الإقامة أو الموقع الجغرافي، والديانة، ومجال العمل، والوصف الوظيفي، والطبقة الاجتماعية، والدخل، على سبيل المثال.

ثانيًا: ماذا يفعل القارئ كل يوم؟

قد يبدو لك تتبع القارئ وروتينه اليومي أمرًا مملًا، ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك! حاول معرفة الوقت الذي يستيقظ فيه القراء فيه ومتى ينامون أيضًا، في أي ساعة يذهبون للعمل وهل يعملون من المنزل أو المكتب؟ هكذا تستطيع معرفة الأوقات التي يكونون متفرغين للاطلاع على محتواك وبذا تستطيع نشره أو جدولته في الوقت المناسب.

ثالثًا: نقاط الألم أو مواضعه

ما الذي يزعج قارئ مواضيعك وكيف يمكنك معالجة ذلك؟ ما الذي ينتقدونه على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص محتواك أو حتى ذلك المحتوى الذي يقدمه منافسوك؟ حاول إصلاح الخلل في محتواك بمتابعة هذه المسائل وبناء عليه، طوّر تقويمًا للمحتوى (Content Calendar) يحوي مواضيعًا تهم القراء والجمهور الذي يتابعك.

رابعًا: القيم والأهداف

بعبارة أخرى، هي المعلومات النفسية التي تعنى بجوانب أخرى في شخصية القارئ، كالشخصية، ونمط الحياة، والقيم الشخصية والأخلاقية التي يؤمن بها هذا الشخص ويتبعها. كما أن معرفة الأهداف التي يسعى القارئ لتحقيقها يساعدك في كتابة المحتوى المناسب لها، ماذا لو كان القارئ يسعى لتخفيف وزنه؟ هذا يساعدك في كتابة محتوى يسهم في تنفيذ هذا الهدف!

خامسًا: من أين يستقي القارئ معلوماته؟

إن كنت صاحب مدونة، فاعرف المدونات التي يتابعونها. أما إن كنت صحفيًا في مجلة أو موقع إلكتروني، فابحث عن المنافسين الذين قد يخطفون جمهورك منك. ابحث ودقق في المحتوى الذي يعجبهم وإن لم يكن صادرًا عنك، فليس للإلهام حدود!

سادسًا: ما الذي يعجب القارئ في محتواك؟

على العكس مما سبق، ستركز هنا على المحتوى والمقالات التي تقدمها لقرائك والتي تنال إعجابهم لحد كبير مما يحقق لك تفاعلًا وعودة لزيارة الموقع من قبلهم. التركيز على هذا المحتوى سيساعدك أيضًا على تحديد أنواعه وتعيين الموارد التي تحتاجها لذلك.

ما هي أدوات جمع هذه المعلومات؟

بعد أن عرفنا المعلومات التي نحتاج لها، تلزمنا معرفة الأدوات والطرق التي ستساعدنا على جمعها تمهيدًا لتحليلها فيما بعد، ومنها:

إحصاءات جوجل (Google Analytics)

تعد إحصاءات جوجل أداة ممتازة لجمع أرقام عديدة عن موقعك، فمن خلالها تعرف عدد الزوار والمشاهدات، وكم يقضي الزائر على موقعك وأين يقضيه، وكيف ينتقل خلاله؟ وما هي كلمات البحث التي تقود القارئ إلى المحتوى الذي تنشره؟

المقابلات الشخصية

اخرج من برجك الافتراضي وأجرِ مقابلات شخصية مباشرة مع جمهورك. اختر منهم مجموعة رئيسية واطرح عليهم مجموعة محددة من الأسئلة التي تهمك بخصوص المحتوى الذي تقدمه لهم وما يهتمون بالحصول عليه منه.

الاستبيانات

باستخدام أدوات متعددة مثل نماذج Google مثلًا، يغدو باستطاعتك طرح أسئلة عديدة على جمهورك ومشاركتها معهم عن طريق البريد الإلكتروني. ولكن تذكر أن هذه الأسئلة ذاهبة باتجاه واحد، ولذا اجعلها واضحة قدر الإمكان، واستخدم الأسئلة ذات خيارات الإجابة من متعدد (Multiple Choice) إذ تساعدك في حصر الإجابات لحد كبير. أيضًا، تجنب الأسئلة ذات النهايات المفتوحة (Open-ended questions).

مثال عملي على شخصية القارئ

والآن، يمكننا أن نبدأ في بناء شخصية القارئ المتخيلة ولكن بالاعتماد على متوسط المعلومات التي جمعناها قبلًا.

الاسم: محمد عبدالله (اسم متخيل)

الجنس: ذكر

العمر: 19 عامًا

الوظيفة: طالب جامعي

الموقع: الأردن

خلفية: يدرس محمد تخصصًا طبيًا في إحدى الجامعات الأردنية الحكومية. نشأ وتربى في محافظة تقع إلى الشمال ثم انتقل للعاصمة من أجل الدراسة. يحب محمد الكتابة في المواضيع الطبية ويحاول تطوير مهاراته على الدوام، ولذا هو يتابع مدونة أنوان لتعلم كل ما يمكنه من دروس المحتوى.

يرغب محمد في أن يتخرج باكرًا، ويجد عملًا بسرعة في مجال تخصصه، غير أنه لا يمانع بالعمل في كتابة المقالات الطبية بالقطعة.

الاهتمامات والأهداف:

  • الكتابة
  • العائلة
  • الأصدقاء
  • الحصول على مورد آخر للدخل من كتابة المقالات
  • الحصول على عمل بعد التخرج

نقاط الألم أو المشاكل:

  • ضعف في القواعد النحوية
  • عدم الإلمام بالطرق الصحيحة لكتابة الإنترنت
  • يعيق الازدحام في السكن الجامعي التركيز على الكتابة
  • المخصصات المالية تكفي الأغراض الأساسية فقط.

لا تنس أن اهتمامات القارئ تتغير باستمرار، لذا احرص دائمًا على تحديث شخصية القارئ الذي يزور موقعك أو مدونتك باستمرار، فكلما حدثتها، كلما زادت معرفتك بقارئ محتواك واهتماماته وما يبحث عنه، الأمر الذي يساعدك في صناعة المحتوى الذي يخاطبه وتعظيم الفوائد التي تبحث عنها من تطوير موقعك وخدماتك أو منتجاتك.

للاطلاع على الدروس السابقة: