كيف تكتب محتوى للإنترنت؟

تحدثنا في الدرس الأول: ما هو المحتوى الرقمي؟ عن أنواع المحتوى الرقمي المتعارف عليها لمستخدمي الإنترنت. أما في الدرس الثاني، فسنتناول بشكل أكثر تفصيلًا، كيف نكتب محتوى المواقع الإلكترونية بشكل احترافي.

يتصوّر الكثيرون ممن يمتلكون مهارة الكتابة أنّ في مقدرتهم أن يؤلفوا المحتوى للمواقع الإلكترونية مباشرة. إلا أن الواقع يقول بغير ذلك. فعندما يتعلّق الأمر بالكتابة للإنترنت، فإنّ الموهبة لوحدها لا تكفي!

ولكن عزيزي الكاتب، عزيزتي الكاتبة، لا داعي للقلق! فالكتابة للإنترنت أسهل مما تتصورون، وفي هذا الدرس، نستعرض الأساسيات التي يمكن لكم البدء بها لتثبيت أقدامكم على بداية احتراف هذا النوع من الكتابة، وبالطبع سيساعدكم أنوان في تحقيق ذلك وإنتاج المحتوى الرقمي الذي ترغبون فيه.

يمتاز قارئ الويب عن غيره من القرّاء بأنه لا يقرأ كثيرًا بل يعمل على مسح المحتوى بعينيه بسرعة، ولذا يغدو من الواجب على الكاتب أن يراعي قدرته على جذب انتباهه منذ بداية المقال حتى لا يفضّل هذا القارئ أن يغادر الصفحة أو الموقع بسرعة إن لم يجد ما يهمه.

إذن كيف تبدأ كتابة المحتوى للإنترنت؟

التنظيم

بعد سنين من العمل في مجال صناعة المحتوى الرقمي، والعمل مع عدة جهات وعملاء مختلفين، توصلت إلى أنّ تنظيم هيكل المقال أو فلنسمها المسودة التي سأبدأ العمل بها هو من أهم الأمور وأسرعها للإنجاز. فلكي تغدو كاتبًا محترفًا، عليك أن تتنازل قليلًا عن فكرة انتظار نزول الإلهام علـى رأسك لتتعلّم ابتكاره بنفسك وتصبح بارعًا في فن كتابة المحتوى!

في المجمل، يمكن اتباع قالب أو نموذج لعملية الكتابة، حتى لو كان مبدأيًّا. ويمكن تلخيصه في الخطوات التالية:

  • الخطوة 1 – البحث
  • الخطوة 2 – هيكل المقال
  • الخطوة 3 – الصوت الذي يحمله المحتوى وكتابة المسوّدة
  • الخطوة 4 - إعادة كتابة المسودة

البحث أو اعرف جمهورك

لمن ستكتب ومن هم الأشخاص المستهدفون من مقالك؟ اعرف هذا الجمهور بالتحديد وابدأ البحث عما يهمه ويبحث عنه. فما يبحث عنه عشاق كرة القدم ومحبو برشلونة على سبيل المثال يختلف عما تبحث عنه أمهات جديدات!

اقرأ المزيد من المعلومات، وتصفح مواقع منافسيك. واجمع ما أمكنك من الأفكار. الوقت الذي ستقضيه في البحث سيساعدك في إيصال رسالة مقالك وأهدافه للجمهور بالشكل الأمثل.

هيكل المقال

يعد تقسيم المقال المخصص للإنترنت من أهم العوامل التي تساعد في إنجاح رسالته وإحداث التأثير المطلوب لدى القرّاء. جذب انتباه القارئ هو هدف أساسي بالنسبة للكاتب.

فيما يلي أهم الأساسيات التي يجب الالتزام بها أثناء تقسيم محتوى المقال:

العناوين الرئيسية

كتابة العناوين الجاذبة والمعبّرة هو واحد من أهم الفنون التي يجب أن يتقنها كتاب المقالات. قصر العنوان ووضوحه -أحيانًا- وتعبيره عن محتوى المقال مع دلالته على تقديم فائدة للقارئ هي من أهم ميزات العنوان الناجح.

كتابة مقدّمة شيقة

من المهم أن تكون مقدمة المقال موجزة ومختصرة. أن تحوي فقرة أو فقرتين، وتكون مدخلًا للموضوع يحفز القارئ على متابعة القراءة والاهتمام بمعرفة المزيد من التفاصيل. يمكنك مثلًا استخدام طرح الأسئلة لإثارة انتباه القارئ إلى موضوعك.

العناوين الفرعيّة

تلعب العناوين الفرعيّة دورًا هامًا في تقسيم المقال إلى أفكار مجزأة. يفترض بالعنوان الفرعي أن يعبّر عن محتوى الفقرة من أفكار ورسائل، وينظم عرض النصوص والأفكار في كل فقرة، وهو وسيلة ممتازة لتقسيم المقالات الطويلة إلى أجزاء أصغر يمكن قراءتها بسهولة.

فكرة واحدة في كلّ فقرة

حاول أن تلتزم بتقديم فكرة واحدة في كل فقرة. وحاول أن تربط الفقرات بسلاسة وسهولة لتصل الفكرة إلى قارئ المقال بيسر.

استهل الفقرة بكتابة الجملة الرئيسية أو المهمة، ثم فرّعها وفصلّها للقارئ. وتجنب استخدام الجمل الطويل جدًا، إذ أنها تشتت انتباه الجمهور عن ما تريد الحديث عنه وشرحه. اسرد الحقائق والأفكار بشكل منظّم.

استخدام الوسائط المتعددة

يساعدك توظيف الأنواع المختلفة من الوسائط المتعددة في المقال، كالمحتوى الصوري، ومحتوى الفيديو، والإنفوجرافيك، واستخدام الصور البيانية والتوضيحية، في إضافة المزيد من التوضيح إلى المحتوى النصي وتقريب الفكرة لذهن القارئ.

الكلمات المفتاحيّة والروابط التشعبية

استخدم الكلمات المفتاحية ذات العلاقة في عنوان المقال، والعناوين الفرعية، وجسم المقال بالطبع! احرص على أن تجيب هذه الكلمات على أسئلة القارئ، وابتعد عن حشوها وتكرارها دون فائدة تذكر. هنا تأتي فائدة البحث الذي قمت به في البداية، إذ يزودك بالمعلومات التي تحتاجها ويمكنك أيضًا من الربط أو الإشارة إلى مصادر ومراجع معتمدة ومفيدة لمتصفح المقال. استخدم الروابط الداخلية إلى مقالات من موقعك، والروابط الخارجية لمواقع أخرى تقدم مزيد من المعلومات الموثوقة عن موضوعك.

الصوت الذي يحمله المحتوى

لإيصال رسالتك إلى القرّاء، يلزمك أن تعرف ما هي توجهاتهم وما يتطلعون إليه. ضع نفسك في محل القارئ وابدأ الكتابة بناء على توقعاته. صوت الكتابة يدل على الرسائل والأهداف التي تحاول شركتك مثلًا أو محتواك أن يشاركها مع الجمهور.

إعادة كتابة المسودة

بعد الانتهاء من كتابة مسودة محتواك الأول، اتركها لبعض الوقت. ثم، عد لقراءة ملاحظاتك الأولى حتى تتأكد من أنك لم تغفل ذكر أيّ منها في مقالك. اقرأ بعين جديدة وصحّح ما أمكنك من حيث الأسلوب وعرض الأفكار ولا تنسَ إصلاح الأخطاء النحوية والإملائية التي نتجت عن السرعة في الكتابة في المرة الأولى.

أيضًا، أرسل المقال إلى شخص آخر ليست لديه فكرة عن موضوعه، فإن استطاع فهم المحتوى والأفكار بسهولة ودون مشاكل، فمبروك! لقد نجحت. انشر مقالك وشاركه مع الآخرين على الفور!

خاتمة

تذكر دائمًا أن مهمتك ككاتب محتوى تكمن في أن تسلّي القارئ وتقدّم له الفائدة أيضًا. وهي مهمة ليست بالسهلة، غير أنها ليست بالمستحيلة، ومهمتنا في أنوان أن نساعدك في تحقيقها.