كيفية عمل إستراتيجية المحتوى

في الدرس السابع عشر من الدروس التي نقدمها في منصة أنوان حول صناعة المحتوى، سنتعرف أكثر إلى مفهوم إستراتيجية صناعة المحتوى وكيفية عمل إستراتيجية المحتوى.

ما هي إستراتيجيات كتابة المحتوى؟

تهتم إستراتيجية صناعة المحتوى الرقمي بالتخطيط للمحتوى، وإنشائه، ونشره وإيصاله للقارئ، إضافة إلى حوكمة المحتوى الجيد والمفيد. وقد تعتقد بأنّ هذه الإستراتيجية توضع لمرة واحدة فقط، إلا أنها على العكس من ذلك، عملية مستمرة توظّف المحتوى بشكل رئيسي لتحقيق أهداف العمل التجاري أو الموقع الإلكتروني الذي يلجأ لاستخدام إستراتيجية كتابة المحتوى.

ما أهمية استراتيجية المحتوى؟

لإستراتيجية المحتوى أهمية عظمى يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

  1. بناء علاقة بين العلامة التجارية والعميل، وذلك حين تصمم إستراتيجية صناعة المحتوى الرقمي بالطريقة التي تناسب هذا العميل وتلبي احتياجاته.
  2. تثقيف الجمهور المستهدف بمواضيع متعددة وبالطريقة المناسبة.
  3. تحسين النتائج المرجوة من عملك التجاري، فعلى المدى الطويل، تؤثر إستراتيجية المحتوي على قرارات العميل الشرائية.
  4. الربط بين المحتوى الذي يتم إنتاجه وحاجات العميل المستهدف.
  5. تحديد قنوات النشر المناسبة للمحتوى والعملاء، والتي قد لا تكون هي ذاتها في جميع الحالات.
  6. تحديد مؤشرات الأداء المناسبة لأهدافك (KPIs)، مع التركيز عليها وتكريس الجهود لها.

كيف تنشئ إستراتيجية محتوى فعالة؟ 

من الواجب الالتفات إلى عدة أمور عند إنشاء إستراتيجية المحتوى بالشكل الصحيح وهي:

تحديد الأهداف ومؤشرات الأداء (KPIs) المتوقعة من هذا المحتوى

وقد تكون هذه الأهداف هدفًا واحدًا أو عدة أهداف مجتمعة. كما أن الوضوح في تحديد هذا الهدف يساعدك في تحقيق ما ترغبه من عملية إنتاج المحتوى، فهل تهدف لزيادة عدد الزيارات إلى موقعك التجاري؟ أم إلى زيادة الوعي بعلامتك التجارية وتثقيف الجمهور حول الأعمال التي تقوم بها؟ كل ما سبق هو أمثلة على أهداف يمكن أن تكون ضمن قائمتك، ولكل منها محتوى يصنع خصيصًا ليناسبها.

استقطاب 1000 زائر شهريًا لموقعك ومدونتك مثلًا، هو مؤشر أداء يمكنك اعتماده أثناء وضع الإستراتيجية الخاصة بك.

معرفة شخصية العميل (Customer Persona) الذي تستهدفه أو تخاطبه

تحدثنا في درس سابق عن شخصية القارئ والتي هي مثال على شخصية العميل (Customer Persona) الذي نستهدفه من المحتوى الذي نصنعه. ومعرفة هذه الشخصية ونشاطاتها واهتماماتها تساعدك في صب جهودك لتحقيق أهدافك بسرعة ودون تشتت، وإيصال رسائلك للجمهور المستهدف دون غيره.

يمكنك أن تبحث في عدة جوانب من شخصية العميل كالعمر، والجنس، والدخل المادي، ومكان الإقامة وغيرها من المعلومات.

تخيّل رحلة العميل (Customer Journey Map)

تُخصّص رحلة عميلك وفقًا لشخصية العميل التي قمت ببنائها بالفعل، كما تهتم كذلك بالطريقة التي ستستخدمها للتواصل مع هذا العميل، وهنا تسعى لأن يتماشى محتواك مع رحلة العميل هذه ومراحلها المختلفة.

وتقسم رحلة العميل في مراحلها الأساسية إلى ثلاث مراحل:

  1. مرحلة الوعي (Awareness Stage): وتتعلق بإظهار علامات تدل على وجود مشكلة ما بالنسبة للعميل ما يسمح بتحويلها إلى فرصة محتملة.
  2. مرحلة الإدراك (Consideration): وهنا تُحدد مشكلة العميل بالضبط مع وضع الإصبع عليها، ومنحها اسمًا معينًا كذلك.
  3. مرحلة القرار (Decision Stage): وهي المرحلة التي تتعلق بتعيين الحل والطريقة المتبعة لتنفيذه. وهنا يهتم العميل باختيار الخدمة/أو المنتج الذي يحمل الحل بين طياته.

تحليل الفجوات أو الثغرات (Gap Analysis)

وهذه العملية باختصار، تتعلق بإيجاد أو تحديد المحتوى والمواضيع التي يرغب جمهورك في الاطلاع عليها أو معرفتها، غير أن هذا المحتوى غير متوفر على موقعك الإلكتروني. وبذا، يساعدك هذا التحليل على التركيز على اهتمامات جمهورك الفعلية بدلًا من تضييع الوقت في إنتاج محتوى تعتقد أنت وفريقك أنّ الجمهور بحاجة إليه في الوقت الذي يكون فيه غير مهتم بذلك أصلًا!

جداول أو تقاويم المحتوى (Content Calendars)

وهنا نقوم بإدراج معلومات مهمة عن المحتوى الذي ننتجه على شكل جدول يساعدنا في مشاركته مع باقي أعضاء الفريق العاملين على إستراتيجية المحتوى من كتّاب ومحررين ومديري مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا. بالإمكان استخدام برنامج إكسل (Excel) على سبيل المثال لجدولة المحتوى لعدة أشهر قادمة، مع تصنيف المعلومات عن المحتوى وفقًا لتوقيت النشر وتاريخه، والمنصة أو الموقع التي سيُشارك المحتوى من خلالها، ونوع هذه المحتوى (مقال، تدوينة، فيديو، وغيرها)، واسم الكاتب أو صانع هذا المحتوى وغيرها من المعلومات.

عملية إنتاج المحتوى

وهنا تستخدم المعلومات السابقة لتحديد أنواع المحتوى التي سيتم إنتاجها لتخاطب العميل، مع إسنادها للأفراد المؤهلين من فريقك، ووضع خطة إنتاج المحتوى ونشره الأسبوعية والشهرية، وتحديد سير عملية الإنتاج هذه ومواعيد التنفيذ والتسليم، وتحديد الأدوات المناسبة لإنتاج المحتوى بأنواعه مع طرق نشره ومشاركة هذه المعلومات مع الفريق.

عملية توزيع المحتوى

أي نشر هذا المحتوى وإيصاله للمهتمين بالشكل الصحيح، سواء أكان ذلك من خلال موقعك الإلكتروني وتهيئة المحتوى لمحركات البحث (Search Engine Optimization)، أو شبكات التواصل الاجتماعي، أو الرسائل البريدية أو غيرها من وسائل النشر والتوزيع.

حوكمة المحتوى

وهي ما يعرف بـ(Content Governance). وتهتم هذه العملية بالإدارة اليومية لتسليم أنواع المحتوى المختلفة وأسلوبها (The Style) ما يساعد على توحيد رسالة والصوت الذي يحمله المحتوى وجعله أكثر تنظيمًا ووضوحًا للعملاء.

في نهاية الأمر، لا يسعنا إلا أن نذكر بمقولة شهيرة، فالخطة تتحدث عامة عما تنوي عمله لتحقيق هدف ما، أما الإستراتيجية فهي الطريقة التي تقول لك كيف تنفذ ذلك فعلًا!