الجيل الضائع.. أثر الحرب العالميّة الأولى على المشهد الأدبيّ

نشأة المصطلح

بعد انتهاء الحرب العالميّة الأولى، ظهر مصطلح (الجيل الضّائع)، وكان يُشير إلى الأشخاص الذين بلغوا سنَّ الرّشد أثناء الحرب العالميّة الأولى أو بعدها مباشرة، وبحسب علماء السّكّان فإنّهم الجيل المولود بين عاميّ 1883 إلى 1900، وقد اعتُبِروا كذلك لأنّ الكثير منهم رفض الأفكار التّقليديّة عن السّلوك السّليم، والأخلاق، وأدوار الجنسين، وكانوا يميلون إلى التّصرّف من دون هدف، وأحيانًا بتهوّر، ويُركّزون غالبًا على الاستمتاع بثرواتهم، وهذا بسبب ما شاهدوه من الأهوال والموت من دون معنى خلال الحرب.

يُشير مصطلح الجيل الضّائع أو المفقود في الأدب إلى مجموعة كُتّاب وشعراء أمريكيين مشهورين، تحدّثت أعمالهم في كثير من الأحيان عن الصّراعات الدّاخليّة للجيل الضّائع بالتّفصيل، ومن بينهم إرنست همنغواي، وجيرترود شتاين، وفرنسيس سكوت فيتزجيرالد، وتي إس إليوت، ويُعتقد أنّ المُصطلَح جاء من تبادل شفهيّ فعليّ، بين مالك مرآب فرنسيّ وموظّفِه، شَهِدَته الأديبة جيرترود شتاين، إذ قال مالك المرآب بسخرية: أنتم كلكم جيل ضائع، وقد شاع المُصطلح عندما استخدمه إيرنست همنغواي في مُلحق روايته الكلاسيكيّة (ثمَّ تشرق الشّمس)، التي صدرت عام 1926.

المواضيع الشّائعة في أدب الجيل الضّائع

تشمل المواضيع الشّائعة في الأعمال الأدبيّة لمؤلّفي الجيل الضّائع ما يلي:

  1. الانحطاط: لقد دارت الكثير من أحداث روايات وقصص أدباء الجيل الضّائع حول الحفلات الفخمة، والسّفر، والشُّرب، والأحزاب التي لا هدف لها، وقد كانت هذه الكتابات خالية من المُثُل العليا؛ لأنّها كانت محطّمة بالفعل قبل الحرب، ونتيجة لذلك اتّجهت معظم الكتابات للتّعبير عن المُتعة والبذخ، وكشفت كتابات الجيل المفقود عن الطّبيعة القاسية للحياة الضّحلة التّافهة للشّباب والأثرياء في أعقاب الحرب.
  2. الماضي المثاليّ: عمل الكثير من الكُتّاب على خلقِ صورة مثاليّة لا يمكن الوصول إليها من الماضي، من دون أيّ تأثير في الواقع، بدلًا من مواجهة فظائع الحرب، ومن الأمثلة المهمّة على هذا رواية غاتسبي العظيم، الذي خاب أمله عندما لم يَقدر على رؤية ديزي على حقيقتها.
  3. الاضطراب في أدوار الجنسين: لقد دمّرت الحرب الأدوار التّقليديّة للشّباب والفتيات، فبعدَ أن كان الشّباب مليئين بالشّغف قبل الحرب العالميّة الأولى، ويؤمنون بأنّ القتال أكثر من هواية شُجاعة، وأكثر بريقًا من فكرة الصّراع من أجل البقاء، تحطّمت هذه الصّورة التّقليديّة، بسبب مقتل أكثر من 18 مليون شخص، وأصبح الكثير من الشّبّان عاجزين عن القيام بمهامّهم العمليّة والحياتيّة، وتولّت الكثير من النّساء مسؤوليّة العمل والبيت، وهذا أدّى إلى اختلال واضح في الصّورة النّمطيّة للمرأة والرّجل.
  4. الإيمان بمستقبل مستحيل: إنَّ عدم القدرة على تقليل أهوال الحرب، وعدم القدرة على السّيطرة عليها، جعل الجيل المفقود مليئًا بآمالٍ غير واقعيّة، ومستحيلة أحيانًا؛ بمعنى آخر على الرّغم من وجود أدلّة دامغة على أنَّ المستقبل لن يكون مُزدهِرًا، إلّا أنَّ الجيل الضّائع استمرَّ بالاعتقاد بأنّ أحلامه سوف تتحقّق في يوم من الأيام.
  5. مغالطة الحلم الأمريكيّ العظيم: أظهرت أعمال الأديب فرنسيس سكوت فيتسجيرالد، أنَّ الرّؤية التّقليدية للحلم الأمريكيّ (العمل الشّاقّ يؤدّي إلى النّجاح) فكرة تالفة، ولم تَعُد مُجدية بعد الآن؛ لأنَّ الموضوع البارز في رواية غاتسبي العظيم، هو ثروته الهائلة التي دُفِعَ ثمنُها ببؤس كبير، وبالنّسبة لأدب للجيل الضّائع عمومًا، لم يعد عيشُ الحلم يعني مجرَّد بناء حياة مكتفية ذاتيَّا، بل يعني تحقيق الثّراء الفاحش بأيّ وسيلة متاحة.

أشهر الأعمال الأدبيّة عن الجيل الضّائع

  1. غاتسبي العظيم (سكوت فيتزجيرالد).
  2. الشّمس تشرق أيضًا (أرنست همنغواي).
  3. زوجة باريس (باولا ماكلين).
  4. الجميع كان شابًّا (أماندا فايل).
  5. شاطئ سيلفيا والجيل الضّائع (نويل رايلي فيتش).
  6. السّيرة الذّاتيّة لآليس توكلاس (جيرترود شتاين).
  7. كلّ شيء هادئ على الجبهة الغربيّة (إريك ماريا ريمارك).
  8. شرق عَدَن (جون شتاينبيك).
  9. السّيدة دالواي (فرجينيا وولف).
  10. صورة الفنّان في شبابه (جيمس جويس).

المراجع

  1. https://writersinspire.org/content/lost-generation
  2. https://www.thoughtco.com/the-lost-generation-4159302
  3. https://www.goodreads.com/shelf/show/lost-generation