لماذا لا يجب الوثوق بالنّصائح الصّحّيّة؟

* المقالة الفائزة بالمركز الأول عن مسابقة أنوان الرمضانية (1) 

الكثير من النّاس يمتلكون تطبيقات تحسب عدد خطواتهم؛ لتعقّب حالة لياقتهم البدنيّة، حتّى إنّ الأهداف التي تضعها هذه التّطبيقات أصبحت هوسًا؛ لدرجة أنّ الكثير من النّاس يشاركون نصائحهم وحيلهم الشّخصيّة للوصول إلى الهدف المنشود، مثل ربط جهاز التّعقّب على الكاحل بدلًا من الذّراع؛ لأنّه عند حمل أوزان ثقيلة لا تتحرّك الذّراعان، ويرتبك الجهاز في عدِّ الخطوات، وبرغم أنّ الجلوس لفترات طويلة له آثار سلبيّة على الصّحّة العامّة، مثل زيادة خطر الإصابة بضغط الدّم، وانخفاض قدرة الرّئة، وزيادة القلق أو التّعب، إلّا أنّ الأهداف الكبيرة التي تضعها النّصائح الصّحّيّة تعسفيّة جدًّا، وفي الواقع كلّها ظهرت بعد اختراع جهاز ياباني لحساب الخطوات، في منتصف السّتينيّات من القرن الماضي.

أشهر القواعد الصّحّيّة التي لا يجب اتّباعها

يعترف الأطباء وأخصائيّو الرّعاية الصّحّيّة أنّهم كثيرًا ما يكسرون القواعد التي ينصحون بها مراجعيهم، وغالبًا ما يتّبعون قاعدة "افعل كما أقول، وليس كما أفعل"، وفيما يلي عدد من النّصائح الصّحّيّة التي ينصح بها الكثير من الأطبّاء، ولكن ليس بالضّرورة اتّباعها؛ لأنها تختلف من شخص لآخر:

  • الحصول على 8 ساعات من النّوم: عندما ينصح الطّبيب باتّباع روتين نوم صارم يمتدُّ من 7 إلى 8 ساعات، في الأغلب يكون المريض قد وصل إلى مؤشر نوم خطير؛ لذلك ينصحه باتّباع هذا الرّوتين، وغالبًا ما يكون لدى النّاس العاديين مسؤوليّات متنوّعة، وقد لا يتمكّنون من النّوم بعدد ساعات معيّن، والاستيقاظ في ساعة محدّدة.
  • البحث في غوغل عن النّصائح الطّبّيّة: من المحتمل أن يؤدّي طرح الحالة الطّبّيّة في غوغل إلى ارتباك كبير لدى المريض في بعض الحالات الخطيرة، إلّا أنّه في الكثير من الحالات يمكن الرجوع إلى مواقع طبّيّة متخصّصة والتّخلص من أوقات الانتظار في المستشفيات.
  • الالتزام بأسلوب حياة صحّيّ: يكاد يكون من المستحيل اتّباع نمط صحّيّ طيلة الحياة، مثل الالتحاق بدورات تحفيزيّة، والانتظام بالتّمارين الرّياضيّة، وشرب الماء كثيرًا، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة، لكنّه من الجيّد العودة إلى النّظام الصّحّيّ بعد الانقطاع عنه لفترات قصيرة.
  • التّخلّص من السّكّر: يوصي معظم الخبراء بتخفيض السّكّر من النّظام الغذائيّ؛ لأنّه مرتبط بزيادة خطر أمراض القلب، والسّكّريّ، والسّمنة، وبعض أنواع السّرطان، لكنّه من الصّعب جدًّا الاستغناء عن السّكّر نهائيًّا.
  • شرب 8 أكواب من الماء يوميًّا: الجميع يعرف هذه القاعدة، لكن في الحقيقة الكمّيّة الفعليّة من الماء التي يحتاجها كلّ شخص مطروحة للنّقاش، ومن المقبول عالميًّا أنّ التّرطيب ضروريّ لصحّة جيّدة، وأنّ الجفاف يمكن أن يُشعِرَ بالتّعب، لكنّ كمّيّة 8 أكواب لا يمكن تعميمها على احتياجات جميع النّاس.

مخاطر ملاحقة الأهداف الصّحّيّة

  • تفتقر الكثير من الأهداف الصحية إلى أدلّة علميّة، برغم أنّها تهدف إلى تحسين صحّة النّاس، من خلال زيادة مستويات التّمارين الرّياضيّة، وتحسين النّظام الغذائيّ، وتعزيز رطوبة الجسم. وتساعد الأهداف العدديّة البسيطة الناس على متابعة تقدّمهم، ومواصلة التّركيز على أهدافهم، إلّا أنّ ضررها يكمن في ملاحقة أرقام عشوائيّة، من دون ممارسة تمارين منطقيّة.
  • يؤدّي السّعي وراء الأرقام إلى فقدان النّاس الرّؤية للأهداف الصّحّيّة الكامنة الأكبر وراء القيام بهذه التّمارين، مثل امتناعهم عن أداء تمارين رياضيّة مهمّة مثل السّباحة أو اليوغا؛ ليسجّلوا عدد خطوات أكبر.
  • يؤدي التّفكير بالأهداف إلى وصول بعض النّاس لقناعة "كلّ شيء أو لا شيء"، وهذا خطير على صحّتهم، لأن مبدأ الأهداف العامّة لا يأخذ بعين الاعتبار الفروق الفرديّة، وقد لا يمارس الخاسرون أيَّ تمارين رياضيّة بعد أيِّ فشل بسيط.
  • يمكن أن يؤدّي الوصول إلى الهدف النّهائيّ إلى تراجع الفائز عن جميع العادات الصّحّيّة التي اتّبعها؛ لأنّ الهدف الوحيد الذي كان يسعى له هو الوصول إلى رقم معيّن، وليس الاستمرار بنمط حياة صحّيّ.

المراجع

  1. Why You Shouldn’t Trust All Health Advice
  2. 50 Health Rules Doctors Don’t Always Follow—So You Shouldn’t Either