ما هو كورونا أو كوفيد-19؟ أسئلة وإجابات حول هذا الفيروس
مالئ الدنيا وشاغل الناس. منذ بداية شهر آذار الماضي والعالم كله مشغول بفيروس كورونا المستجد أو كوفيد-19. حسب التسمية الرسمية هنا لهذا الفيروس، نحاول أن نجيب عن بعض الأسئلة حول هذا الوباء.
ما هو تعريف الفيروس؟
حسب معظم التصانيف، تقع الفيروسات في نطاق أقل من الكائنات الحية لعدم قدرتها على التكاثر الذاتي.
ما هو فيروس كورونا وما هو كوفيد-19؟
هذه الفيروسات هي عائلة من عوائل الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي وتستخدم خلاياه كأدوات للتكاثر. تتكون فيروسات الكورونا عموما من شريط واحد من المورثات (RNA)، تختلف عن بعضها البعض في غلافها البروتيني وترتيب القواعد داخل الشريط المورّث.
تتبع منظمة الصحة العالمية طريقة في تسمية الأوبئة والأمراض الجديدة، تتفادى فيها أية إشارة إلى مكان محدد أو عرق أو أشخاص معينين، أو كل ما يدعو لوصم جماعة بعينها. ولهذا تمت تسمية هذا الوباء كوفيد-19، وذلك اختصارًا لكورونا فيروس 2019، حيث أخذ أول حرفان من اسم الفيروس (كورونا)، وأول حرفان من كلمة فيروس، ثم أول حرف من كلمة "مرض" بالإنجليزية لحرف "د" (أي Disease)، ثم الرقم 19 وذلك اختصارًا للسنة التي ظهر فيها فيروس كورونا، أي 2019.
لماذا ظهر كوفيد-19 فجأة؟
الجزء الأساسي من الفيروس كان موجودًا قبلًا في الحيوانات، إلا أن التغيير الذي حصل في ترتيب القواعد مكّنه من الانتقال من الحيوانات للبشر، وللبشر بين بعضهم بالاتصال الاعتيادي.
عند دخول الفيروس للجهاز التنفسي السفلي، يبدأ في استخدام الحويصلات الهوائية التي تؤمّن إدخال الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون كأدوات لتكاثره. كلما زادت أعداد الفيروسات وقل عدد الحويصلات الفاعلة، قلت القدرة على التنفس، مما يؤدي في حال فشل جهاز المناعة في القضاء على الفيروس إلى ما يعرف بـ "متلازمة الفشل التنفسي الحاد" والتي تستدعي وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي. وكمحاولة أخيرة، يرفع الجسم درجة حرارته لمقاومة الفيروس والتي تؤدي إلى الوفاة إن فشل ذلك.
ما هي نسب الشفاء من كوفيد-19 ولماذا هو خطير؟
يتعافى معظم المصابين بكوفيد-19، إذ تتراوح نسبة الشفاء الحالية بين %94-%95. ومعظم الحالات الخطيرة تحدث في حالة كبار السن (70 عامًا فما فوق)، لكن ما يجعله خطيرًا هو سهولة انتقاله على غير العادة من أشباهه (فيروسات سارس وميرس)، فهو ينتقل بالتلامس والهواء والاختلاط العادي مع المصاب، هذا يجعل عدد المصابين يرتفع إلى أرقام يعجز أي نظام صحي عن رعايتها ويحدث بالتالي عدد وفيات كبير جدًا يجعل منه كارثة صحية.
هل هناك علاج لكوفيد-19 ولماذا يصعب إيجاد علاج فعال له؟
لا يوجد حتى الآن علاج فعال للإصابة بفيروس كورونا، لذا ما من سبيل أفضل لوقف انتقاله بين البشر. تكمن صعوبة إيجاد علاج للفيروس في سهولة تركيبته، فالعلاجات بالعادة تبنى لتهاجم نقاط معينة في تركيب الجراثيم عمومًا مثل الغلاف البروتيني أو إنزيم معين مهم لحياة الجرثومة، وهذه النقاط بالعادة يكون تركيبها ثابتًا مما يسهل ارتباط الدواء عليها ومن ثم إحداث فعالية العلاج. لكن الفيروسات تغير غلافها البروتيني دائمًا ولا توجد عضيّات أخرى يمكن مهاجمتها لذا من الصعب إيجاد علاج فعال له.
ما هي خطة النظام الصحي المثالي ولماذا يعد الحجر الصحي مهمًا؟
تعتمد خطة النظام الصحي المثالي على التعرف على المصابين وعزلهم، وحجر المخالطين لحصر الحالات المصابة وإبقائها في حدود إمكانات القطاع الطبي، وبالتالي إعطاء الرعاية لكل الحالات المصابة وهو ما يعرف بتسطيح المنحنى، أي أن تظل عدد الحالات المصابة أقل من قدرات الجهاز الطبي. لذا عمدت أغلب الدول لإجراءات تقليل الاختلاط ووقف كل النشاطات الجماعية تقريبًا.
إنّ تقليل الاختلاط الاجتماعي يمكن أن يقلل عدد المصابين بـ500 ضعفًا، فلو كان هناك شخص مصاب واختلط طبيعيًا بمحيطه الاجتماعي، فإن بإمكانه أن ينقل العدوى لأكثر من 600 شخص بعد شهر واحد فقط، في حين يصل الرقم لأقل من شخص في حال تقييد حركته، وهذا ما يهدف إليه التباعد الاجتماعي.