رحلتي بالإبحار في أنهار الكتب ومحيطاتها

العائلة

ولدت في بيت مُحبٍّ للقراءة والثقافة، في طفولتي كنت أحب قراءة السلسلة الخضراء، وسلسلة ليدبيرد للمطالعة السهلة، وكنت أداوم على قراءتها ومطالعة الصور والرسومات التي فيها مرارًا وتكرارًا بلا أي ملل.

حرص والدي ووالدتي على تكوين مكتبة بالبيت من خلال شراء الكتب والروايات، بالإضافة للقواميس، والمعاجم، والأطالس، وكتب تعليم اللغات، وصحيح البخاري ومسلم وتفسير القرآن الكريم وغيرها، والتي كانت بعضها تساعدنا عندما نبحث عن حلولٍ للواجبات المدرسية، من دون تكبّد مشاق البحث عنها في المكتبات أيام الاختبارات.


التأثير

أختي كانت الأولى في أخذ حب القراءة عن والداي، أتى معها منذ الصغر، تعلمت فن الادخار منهما وكانت تشتري بما تدخره من مصروفها الروايات والقصص، وتستعير من مكتبة الجامعة، ما لا تجده في مكتبتنا.

أما أنا في المرحلة الجامعية فكنت أستعير الكتب للدراسة فقط، لم تستهوني القراءة وقتها.

وبعد التخرج من الجامعة وفي مشوار البحث عن وظيفة، كنت أملأ وقتي بمشاهدة التلفاز، حاولت أمي أن تشجعني على القراءة، وأخبرتني عن مجموعة من القصص، والتي كانت متأكدة أنها ستنال على إعجابي، وافقت ليس حبًا في القراءة ولكن بسبب الفضول، وبدأت بقراءة أحدها، لا أذكر بالتحديد كم استغرقت في قراءته، لكنني أذكر جيدًا أنني كلما قرأت واحدًا من هذه المجموعة، انتقلت للآخر وهكذا حتى قضيت وقتًا طويلًا في إعادة قراءتها، وكانت هذه المجموعة هي: الفضيلة تنتصر، ولقاء في المستشفى، وامرأتان ورجل للكاتبة بنت الهدى، وأختاه أيتها الأمل للكاتب أحمد بدوي.

الوقوع في الحب

عندما رأت أختي أنني أعيد قراءة هذه الكتب، اقترحت علي أن أقرأ إحدى روايات أغاثا كريستي التي تمتلكها، أجلّت قراءتها يومًا بعد يوم، حتى ذهبت أختي في أحد الأيام لشراء مجموعة جديدة لها، فقمت بقراءتها قبلها، ووقعت وقتها في غرام أدب الجرائم والتحقيقات، وبعدها أكملت قراءة جميع مؤلفاتها التي في مكتبتنا.


ثم انتقلت إلى قراءة الكتب، وأول كتاب قرأته كان كتاب استمتع بحياتك للكاتب محمد عبد الرحمن العريفي، وبعدها بدأت بتنويع قراءاتي.

في تلك الأثناء، وكان ذلك في سنة 2013، أخبرتني أختي عن فكرة موقع القراءة العالمي Goodreads، لفت انتباهي في الموقع التحدي الذي يمكّن القراء من تحديد عدد كتب ليتحدّوا أنفسهم، هل يستطيعون قراءة هذا العدد خلال عام أم لا؟ فانضممت إليه، ووضعت تحديًا لنفسي بقراءة 100 كتاب خلال عامٍ واحد، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قمت بقراءة جميع الكتب صغيرة الحجم في بيتنا، ثم تعرفت على الكتب المجانية بصيغة الـpdf، حمّلت تطبيق Adobe Reader وبدأت بقراءة الكتب الإلكترونية.

الإدمان

وفي السنة التي تلتها رفعت عدد الكتب في التحدي إلى 200 كتاب، قرأت في جميع المجالات؛ قصص أطفال، وقصص مصورة، وManga، وكاريكاتير، وكتب، وروايات، وسلاسل، وكتب شعر، ونثر.

كتبًا ورقية، وإلكترونية، وصوتية، ومجلات ثقافية.

وكنت أقرأ في كل وقت؛ عندما أستيقظ من النوم، قبل النوم، في المطبخ، عندما أقوم بالأعمال المنزلية، في السيارة، في أوقات الانتظار، وفي الجلسات العائلية، وفي تلك السنوات توقفت عن مشاهدة التلفاز واستخدامي للإنترنت كان محدودًا جدًا.

توالت السنوات والتحديات، اكتشفت المجال الذي أحب القراءة والذي لا أحب القراءة فيه، تعرفت على الكثير من القراء من حول العالم، زاد مخزوني الثقافي، ونظرًا لاشتراكي في نوادي القراءة الإلكترونية وانضمامي للمناقشات، استطعت أن أتعلم أصول المناقشات البنّاءة، بدأت بتقبل الرأي الآخر المخالف، وتوقفت عن التعصّب لكتاب أو رواية أحببتها، وأصبحت القراءة أساسية في حياتي.