جمعية غيرنزي للأدب وفطيرة قشر البطاطا
أمنح هذه الرواية تقييماً بخمس نجوم وأنا مرتاحة تماماً، ويمكنني أن أوصي بها لأصدقائي وأنا مرتاحة أيضاً.
هل تشعر بالرغبة في قراءة رواية مبهجة؟
هذه رواية مبهجة وظريفة وخفيفة الظل على الرغم من قوة الموضوع وعمقه وكمية الغنى الفني والروائي فيها، هي قصة جولييت آشتون وهي كاتبة في الثلاثينات من عمرها خفيفة الظل وذكية وصديقة مخلصة، نشرت كتاباً واحداً وفي طريقها نحو الشهرة، تصلها رسالة من شخص يدعى دوزي آدمز يعيش في جزيرة غيرنزي وهي جزيرة تابعة لبريطانيا لكنها تقع بالقرب من فرنسا، وقد احتلها الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية.
يقول دوزي آدمز في رسالته أنه قام برفقة عدد من أصدقائه بتأسيس ناد أدبي محلي للقراءة، وقد بدأ الموضوع كحجة لكي يبرروا خروجهم في الليل للجنود الألمان المحتلين لأنهم كانوا يخرقون حظر التجول وسرعان ما أصبح الموضوع جدياً واستمر الأصدقاء في اللقاء من أجل تلك الجمعية.
إلى غيرنزي
الرواية كلها مكتوبة على شكل رسائل من فلان إلى فلان، تبدأ بالرسائل بين جولييت وأصدقائها ودوزي آدامز ثم تكثر الشخصيات وتتنوع ويسرد كل منهم الأحداث والذكريات من وجهة نظره ورؤيته الخاصة للأمور، منها أحداث جديدة ومنها ذكريات لأيام الحرب في الجزيرة، لكن هل ستقدر جولييت على مقاومة الرغبة في زيارة الجزيرة؟ وماذا سيحدث لو فعلت؟
متعة القص ومتعة النص
ما يميز هذه الرواية هي اللغة، لغتها جميلة وأدبية لكنها ظريفة جداً ومضحكة مما يجعل قراءة الرواية أمراً في غاية المتعة والسهولة، الشخصيات كلها غنية روائياً ومتنوعة تجعل القارئ يحبها جميعاً ويشعر بأنه يعرفها عن قرب، لا يوجد أي ملل أو تكرار أو سرد بلا أي داع فكل رسالة وكل سرد يحمل حكاية أو طرفة أو موقفاً ما، وكلما استمر القارىء في القراءة كلما استمتع أكثر وأكثر وأصبح أكثر ألفة مع الشخصيات وجزيرة غيرنزي الجميلة الريفية.
رواية من النوع السهل السلس الممتع دون تعقيدات أدبية أو حذلقة أو سرد ممل، لكنها في الوقت ذاته تتحدث عن قيم عظمى وإنسانية لأبعد الحدود، الحق والظلم والصداقة الحقيقية والأشخاص الذين يدعمون بعضهم في أحلك الأوقات، عن الحرب وويلاتها وسخافاتها في الوقت ذاته، عن الأشياء الجميلة في الحياة مهما بلغت بساطتها لكنها أكثر الاشياء قيمة وجمالاً.
رواية قيمة مبهجة راقية، أنصح بقراءتها.