كيف أقدم خدمة جديدة في 5 خطوات؟

هل سبق أن تصفحت المنصات الإلكترونية الخاصة بإنجاز الأعمال والمشاريع ولم تجد نفسك قادرًا على إنجاز أي منها؟ هل تمنيت أن تكون قادرًا على إتمام مشروع كتابة محتوى لموقع ما؟ أو ترجمة نص معيّن؟ أو برمجة تطبيق بسيط يقوم بمهمة محددة ولم تستطع ذلك؟

يُقال إن رواد الأعمال الناجحين لا يولدون وإنما يُصنعون نتيجة إستراتيجيات محددة، وعمل جاد، ورغبة حقيقية في تحقيق ذلك النجاح المستمر على المدى البعيد، وكذلك العمل الحر على المنصات الإلكترونية، فهو يبدأ بفكرة تليها خطة واضحة للوصول إلى الهدف المرغوب. منجزو الأعمال الذين يملكون معارض أعمال مزدحمة بالأفكار الإبداعية هم ليسوا أبناء لحظة واحدة، أو يوم واحد، بل هم أبناء العمل الجاد والشغف والرغبة المستمرة في تحقيق الاستقلال المادي. 

فبعض منجزي الأعمال المبدعين ملتزمون فعلًا بوظائف رسمية، وبعضهم يعتمد اعتمادًا كاملًا على العمل الحر، وفي كل الأحوال قد حققوا الاستقلال المادي المرجو من هذه الأعمال، فهل تحب أن تكون منهم؟ إليك هذه الخطوات: 

1 - الاطلاع والبحث

المرحلة الأولى من التعلم واكتساب مهارة، هي البحث عن فكرة محددة مناسبة لشخصيتك المهنية، وتناسب كذلك هواياتك واهتماماتك، يمكنك تصفح مواقع العمل الحر والاطلاع على المشاريع المطلوبة وتحديد مجموعة المهارات اللازمة والأكثر شيوعاً بينها.

بعد تحديد هذه المهارات وكتابتها، قم بالبحث والقراءة الكافية عن كل مجال منها، واختر الأقرب لدراستك أو هوايتك وشغفك مثلًا، بعد القراءة والاطلاع تكون قد شكلت تصورًا عامًا عن الخدمة التي سوف تتعلمها.

2- وضع خطة تعلم ذاتي

لعل من أهم الإيجابيات التي جلبها فيروس كورونا هو وضع المتعلمين في مواجهة أزمة التعلم الذاتي؛ ومن ذلك البحث عن المعلومة والتأكد من صحتها وتطبيقها، ومعرفة مدى فائدتها، وكل هذا من جهد المتعلم نفسه.

ومن ذات المنطلق فإن الشخص الذي يريد تعلم مهارة جديدة يحتاج إلى أن يسلك طريق التعلم الذاتي المستمر، فبعد اختيار الفكرة، أو المهارة المناسبة ينطلق في هذا الطريق، فإذا كنت تعتقد أن التعلم الذاتي أمرٌ معقدٌ وصعبٌ فلا تقلق لقد قسّمت لك المسار بخطوات محددة:

  1. تحديد الهدف، وقد قمت بهذه الخطوة فعلًا بعد الاطلاع والبحث. 
  2. البحث عن المادة التعليمية. وتتنوع المادة التعليمية بين دورات تدريبية - مجانية أو مدفوعة - تعلمك أساسيات هذه المهارة، وبين المحتوى المرئي على اليوتيوب، والمحتوى المكتوب من كتب ومقالات تعليمية على الإنترنت وغير ذلك. 
  3. لا تعتمد على دورة تدريبية واحدة، لأن كل مدرب له زاوية نظر مختلفة، فمن الضروري رؤية المهارة أو الحرفة بنظرة كليّة شمولية، وهذا لا يكون إلا بالاحتكاك مع أصحاب الحرفة ومناقشتهم ومعرفة كيف يفكرون. 
  4. تجزيء الهدف؛ قسّم المادة التعليمية ضمن خطة زمنية محددة على المدى البعيد، وخصص وقتًا أسبوعيًا لمشاهدة المواد المرئية، أو القراءة، مثل 3 ساعات بالأسبوع، أو ساعتين في العطلة الأسبوعية، بما يتناسب مع ظروف حياتك الحالية، وتأكد أن أهم أداتين تمكنّانك من الوصول إلى الهدف المرجو هما: الصبر والاستمرار. 
  5. طبق كل ما تتعلمه، وشارك المحتوى الذي تنجزه مع أشخاص مختصين وغير مختصين لمعرفة آراء الأشخاص من حولك، ولتتمرن أكثر على تقبل الرأي الآخر والنقد البنّاء. 

3- الممارسة والتطبيق

بعد أن اطلعت على المواد النظرية المتاحة، وتدربت من خلال الدورات التدريبية أو من خلال قنوات اليوتيوب، حان الوقت لأن تنجز عملًا كاملًا من المهارة التي تعلمتها، فإذا كنت قد تعلمت اللغة الإنجليزية واكتسبت مهارات الترجمة حان الوقت لأن تترجم نصًا كاملًا، وإذا تعلمت البرمجة فقد حان الوقت لإنجاز برنامج كامل والعمل على تطويره، وإن تعلمت كتابة المحتوى فحان الوقت لإنهاء مقال كامل ومحاولة نشره.

لا تتوقف عند إنجازك الأول، فخير منافس لك في الحياة هو نفسك، ضع تحديات لزيادة إنتاج المزيد من النماذج على المهارة التي تعلمتها في وقت أقل. 

4- إنجاز نماذج الأعمال

عندما تصل إلى هذه المرحلة فأنت قد قطعت إنجازًا جيدًا، بل أنت على أبواب الهدف الذي تطمح إليه، بعد ممارسة العمل وتقبل النقد البناء والاطلاع المستمر على معارض الأعمال، تكون قد وصلت إلى مرحلة إنجاز نموذج عمل كامل وعرضه في مواقع تتيح عرض الأعمال، مثل منصة أنوان التي ساعدت كثيرًا من كتّاب المحتوى على عرض أعمالهم في أحسن صورة. 

5- عرض الخدمة وتسويقها

أنت الآن في المحطة النهائية في تعلم مهارة جديدة، فقد اكتسبت مهارة بالفعل، وأنت بحاجة أن تخبر الآخرين عنها من مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بإمكانك إنشاء صفحة خاصة تتفاعل من خلالها مع المجتمع عامة، ومع جمهور خدمتك خاصة.

وكذلك أصبح بإمكانك إنشاء حسابك الخاص على إحدى منصات العمل الحر، ومشاركة أصحاب المشاريع معرض أعمالك، وعرض خدماتك. 

إذا أنهيت قراءة هذه الخطوة أحب أن أقول لك إنها ليست خط النهاية، عليك الاستمرار في تطوير المهارة التي تعلمتها يومًا بعد يوم حتى تغدو طوع يديك، فالتعلم المستمر هو من صفات منجز الأعمال الناجح.