ما هو الاستثمار العقاري الحديث؟

ما هو الاستثمار؟

عندنا نقرأ أو نسمع كلمة استثمار فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا هي صورة رجل الأعمال المخضرم، الخمسيني الذي يخطر في بدلة فاخرة ويرتدي ساعة رولكس ويحمل حقيبة جلدية، ويركب سيارات سوداء فخمة أو طائرات خاصة، وكل ما يشبه ذلك من الصور التي تنتمي لعالم هوليوود، وهذا ما يجعلنا نشعر ببعدنا كأشخاص عاديين عن تلك الصورة النمطية، لكن الحقيقة تختلف عن الأفلام بكل تأكيد، وعالم المال والاستثمار الحقيقي هو شيء مختلف، وهو أقرب إلينا بكثير مما نظن والخبر الأفضل هو أنه أسهل مما نعتقد بدرجات كبيرة.

الاستثمار هو رأس المال الذي يتم استخدامه لتوفير خدمات معينة أو سلع مختلفة فيأتي بعائد مادي وربح، وهو كذلك رأس المال الذي يستخدم في شراء العقارات والممتلكات والأصول، وله عدة أنواع أيضًا.

المستثمر.. من هو المستثمر؟

ما الذي يمنعنا من أن نكون مستثمرين؟ أي أن يكون المستثمر شابًا في مقتبل العمر، يرتدي الجينز والأحذية الرياضية ويحمل أجهزة ذكية؟ أو أن تكون زوجة وربة منزل وأمًا تملك حسابات بنكية، ودفتر شيكات، واستثمارات مختلفة؟ ما الذي يمنع أن يكون المستثمر من جيل الألفينات أو أي جيل آخر؟ أن يكون الاستثمار للطفل أو الجدة أو المتقاعد أو الشباب الجامعي أو الموظفين الجدد؟

من الخطأ أن يقنع المرء نفسه بأنه بعيد عن عالم الاستثمار، وأنه شيء بعيد المنال ومستحيل وغير قابل للتحقيق، لأن هذا أصبح من الماضي، فالاستثمارات اليوم ذات أنواع وأشكال كثيرة جدًا متاحة للجميع، ويمكن لأي شخص أن يتخذ القرار الصائب فيقرر استخدام أمواله بالطريقة الصحيحة فيبدأ ويستثمر بكل بساطة.

لنتفق على أن المستثمر هو الشخص الذي يمتلك حفنة من المال دون تحديد كميتها، وهو على استعداد لاستخدامها في البدء باستثمار جديد ومشروع يضمن له رأس ماله ويدر عليه الربح في الوقت ذاته.

العقار.. الدجاجة التي تبيض ذهبًا

يقول الخبراء الاقتصاديون إنه "لا يوجد شيء يسمى بفشل الاستثمار في العقار"، وهذا ببساطة أمر صحيح. العقارات لا تخسر ولا تفشل، والسبب الأهم هو الحاجة المستمرة للمساكن والمكاتب، وهي ليست مرتبطة بوقت أو زمن معين، بل تزيد مع زيادة عدد الناس وهذا شيء مستمر، ويمكن لأي شخص أن يحدثك عن تلك العمارة أو المبنى أو البيت الذي تضاعف سعره خلال بضعة سنوات، فهذا يحدث في كل مكان وكل مدينة في العالم، بل إن القيمة تزداد دائمًا ونادرًا ما تنقص.

العقار هو الكلمة السحرية، وهذا صحيح. من المعروف أن الاستثمار في العقارات هو من أفضل مجالات الاستثمار على مر الزمان، هو الدجاجة التي تبيض ذهبًا، هو استثمار يحافظ على قيمته دائمًا وأبدًا، بالإضافة إلى أن قيمته تزداد على نحو سنوي ومتصاعد مع الحفاظ على رأس المال بطريقة تامة، والحصول على عائد مادي دائم من إيراد الإيجارات وغيره، العقار يتمتع بأفضل مميزات أي استثمار، وهو الثبات، العقار ثابت، راسخ، مستقر، واضح لا لبس فيه ولا تلاعب، العقار هو استثمار واضح وملموس وحقيقي، يمكن للمستثمر أن يراه بنفسه ويلمسه ويشعر بوجوده المادي الحقيقي، وأن يرى نتائج ذلك الاستثمار مع الحفاظ على رأس ماله وضمانه على مر الزمان.

الاستقرار هو الهدف 

قد يفكر المرء: كم من الوقت سأحتاج لكي أستمتع بالمردود المادي؟ وهل سأضع مالي في استثمار ربما يستغرق سنوات كي يعود علي بفائدة عظيمة؟ يرى البعض أن هذا استثمار غير نافع لأنه يفكر في يومه فقط، لكن الحقيقة أن الإجابة سهلة وهي نعم بكل تأكيد، فالسنوات تمضي بسرعة دون أن يشعر بها الإنسان، والفرد الذكي يفكر إلى الأمام على الدوام وليس باليوم فقط، وضمان الغد أفضل من حفنات قروش حالية. يأخذنا هذا إلى أهم ميزات الاستثمار العقاري وهي ضمان الاستقرار.

العقار هو الاستقرار، هو عقد استقرار دائم، وكم يكون هذا الاستقرار رائعًا كلما تمكن الإنسان من الحصول عليه مبكرًا خلال سنوات شبابه! يكفي أن تسمع أي ربة منزل كلمة استقرار لكي تشعر بالراحة، هي كلمة مريحة، مستقبلية، مضمونة، مستقرة، فكل قرش أو دينار أو درهم يقوم المرء باستثماره هو ضمان لمستقبله المادي واستقرار حقيقي لأنه ادخر ماله وتمتع بعائده وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد، وفي حال تعرض لأي أزمات مادية أو مصاعب مالية سيجد أن استثماره يقف كجدار يسنده، ويحفظ مكانه، ويساعده على البدء من جديد.

لا حاجة للملايين.. الفكرة الذهبية

لا يحتاج الاستثمار إلى مبالغ طائلة أو ملايين، لذلك يمكن لعدد كبير من الأفراد أن يقوموا بالاستثمار فعليًا، وليست هناك حدود مالية دنيا أو عليا للاستثمار، فهو متاح للجميع وعلى حسب قدراتهم المادية، وكل ما يحتاج إليه الأمر هو الإرادة والنية والمضي في العمل.

هذا هو استثمار العالم الجديد، الاستثمار المستقبلي، الذي لم يعد حكرًا على رجال الأعمال والعقارات والبنوك والمصارف وكل تلك الأمور التي تبدو للناظر من الخارج معقدة، بينما هي في الحقيقة بسيطة جدًا ومتاحة للجميع. هي استثمارات عقارية بمبالغ يسيرة ومتاحة لأي شخص يود أن يساهم فيها.

ويمكن لأي شاب أو سيدة أو رجل أو موظف أو متقاعد أن يفعل ذلك فيبدأ بمبالغ صغيرة، وذلك بسبب تطور مجال المال والأعمال والاستثمارات وخصوصًا الاستثمارات العقارية التي لا تحتاج إلى تواجد يومي أو عمل مستمر من المستثمر نفسه، ذلك أنه يمكن للشركات المسؤولة إدارة العقار بكل سهولة مع ضمان حق المستثمر في الوقت نفسه. الاستثمار العقاري الجديد يقدم الفرصة لكي يتملك أي شخص جزءًا من العقار يناسب ميزانيته وقدراته المالية دون الاضطرار لشراء العقار بأكمله، فيمتلك جزءًا حقيقيًا من العقار ويستمتع باستثماره وعائداته حسب نسبة تملكه. يمكن للمستثمر مع الوقت أيضًا أن يزيد من حجم استثماره فيرفع من عائده أو يبيعه إذا أراد ذلك، لكنه استثمار متاح وسهل ومربح وفي الوقت ذاته هناك من هو مسؤول عن إدارة العقار والتكفل بشؤونه كاملة.

الاستثمار الجديد هو أشبه بأن تبدأ بشراء حجر في برج، وهي الفكرة الذهبية، فيمكنك أن تشتري الحجر الذي بجانبه أو جدارًا أو شقة أو طابقًا، وبذلك تكون غير محصور بمبلغ معين فتستثمر حسب قدراتك ورغباتك.