الاقتناع سيد الموقف

عندما تستشير الآخرين حيال أفكارك

هل طرحت فكرتك في إحدى الأيام على شخص وقال لك أن من المستحيل تطبيقها على أرض الواقع على الرغم من أنك مقتنع جدًا بتحقيقها؟ هل تراجعت عن تطبيق فكرتك لأن أحدهم قال لك إنها فكرة سخيفة ويستحيل تطبيقها؟ هل قمت بالفعل بالتخلي عنها بعد ذلك أم أصررت على تنفيذها؟

إن كانت إجابتك نعم، فللأسف قد ضاعت عليك العديد من الفرص بسبب أخذك آراء الآخرين بالاعتبار حيال أفكارك، من الجيد أخذ آراء الآخرين في بعض الأشياء التي نقوم بها وبعض الأفكار التي نخطط بها ولكن الكارثة أن تجعل رأي الآخرين هو الحقيقة وتتجاهل وجهة نظرك أو تستخف بها فتضيع عليك فرصة كنت ستحصل عليها إذا قمت بتطبيق فكرته لاسيما إذا نصحك الآخرون بالتخلي عن فكرتك لأنها سخيفة أو صعبة التطبيق.

تعلَّم من تلك التجارب السابقة

كما قالت الكاتبة المصرية سلمى مهدي: "القناعة لا تعارض الطموح، القناعة هي حدود الممكن للطموح"، لذلك عندما تمتلك فكرة معينة تقول آراء الآخرين باستحالة تنفيذها، فهذا لا يعني أنك لن تطبقها بل ستحققها ما زلت مقتنعًا بفكرتك الخاصة بك لأنها تدل على مستوى الطموح الذي تنظر إليه وتريد تحقيقه.

ولنأخذ قصة توماس أديسون كمثال على ذلك، رغم فشله المتكرر في اختراع المصباح ورغم إلحاح الآخرين عليه بالتخلي عن فكرته، لكنه كان مقتنعًا تمامًا بفكرته وأنه سيصل إلى تحقيق هدفه باختراع المصباح، ولذلك حاول أديسون 1000 مرة قبل الحصول على هذا الاختراع، وهذا يعود إلى مدى اقتناعه بفكرته جيدًا وإيمانه بذاته بأنه سيقوم بترجمة فكرته إلى واقع في يوم من الأيام. لذا يقول ويلاند: "هناك نوعان من الناس نوع المرساة ونوع المحرك"، إنك بحاجة للابتعاد عن المرساة والارتباط بالمحرك، لأن الأشخاص من نوع المحرك يتحركون صوب هدف ما، فمن الأفضل عزيزي القارئ أن تربط نفسك بأشخاص إيجابيين داعمين لفكرتك مهما كان تحقيقها أمرًا صعبًا.

ما هدف الناس من احباطك؟

ولذلك وفي بعض الأحيان، ينصحك الآخرون بالتخلي عن فكرتك ليس لأنهم غير مقتنعين بها بل لأنهم لا يريدون لك أن تطبقها ولا يريدونك أن تصبح شخصًا ناجحًا فيقومون باستغلال ثقتك العمياء بآرائهم ويتخذونها وسيلة لإحباطك كي لا تتطور في حياتك. الحل هو أن تأخذ آراء الناس من حولك ولكن رأيك هو يجب أن يكون المرجع الرئيسي لك، بمعنى آخر قم بتطوير فكرتك بناءً على آراء الناس بها ولكن لا تتخلَّ عنها لأنهم غير مقتنعين بها بل يكفي أن تكون أنت وحدك كذلك.

خذ قرارك بنفسك

كل ما تقرره هو الذي يحدد مصيرك ومستقبلك فلا تجعل ذلك بيد الآخرين بل أنت وحدك المسؤول عن قراراتك، وما إن تواجه ذلك الموقف فلا تتخلَّ عن فكرتك حتى وإن قيل لك يستحيل تطبيقها أو أنك الشخص غير المناسب لذلك، كل ما عليك فعله هو أن تتحدى هؤلاء الأشخاص وتثبت لهم أنك تستطيع فعلها وبهذا تزداد ثقتك بنفسك وبذاتك.

خير مثال على ذلك، مهند طالب مجتهد ومثابر وما إن وصل مرحلة الثانوية العامة حتى قام بأخذ النصائح ممن هم أكبر منه ولكن للأسف كان اختياره خاطئاً لأنه أخذ النصائح من أشخاص فشلوا في النجاح بتلك المرحلة وسرعان ما قاموا بإحباطه بقولهم: "يستحيل أن تحصل على امتياز!"، ولكن مهند شخص واثق بذاته وقرر حينها أن يتحداها وأن يتحدى ذاك الشخص الذي قال له تلك العبارة وبذلك حصل مهند على الامتياز في الثانوية العامة.

كيف تستقل بقراراتك؟

هكذا يجب أن تتعامل مع الآخرين عند طرحك لفكرة ما، استفد من الآراء الإيجابية واستثمرها في تطوير فكرتك، وأما عن الآراء السلبية فقم بسماعها وتذكرها جيدًا كي تتحدى هؤلاء الأشخاص الذين قالوا لك تلك العبارات السلبية لإحباطك ولكن لا تجعل تلك الآراء السلبية تؤثر عليك ما دمت مقتنعاً بذاتك.

كل شخص لديه تجربة خاصة به، فالجميع يحكي لك عن تجربته سواء أكان ناجحًا أم فاشلًا فيها، ولكن عليك أن تعيش تجربتك بنفسك وتصنع واحدة فريدة خاصة بك ولا تحاول تقليد الآخرين في تجاربهم. لذلك، خذ بالاعتبار تلك الآراء الإيجابية واستثمرها في تطوير فكرتك ولكن لا تجعل الآراء السلبية تثبط من عزيمتك بل تذكرها كي تتحدى قائليها. هكذا يتم النجاح! فما دمت مقتنعًا بفكرتك ستحققها حتى لو كان الآخرون غير مقتنعين بها لأن الناس خُلقوا بقدرات متفاوتة وبفروق فردية مختلفة فلا تستهن بقدراتك.