ما هي مقروئية المحتوى؟

هل سمعت قبلًا بمفهوم مقروئية أو انقرائية المحتوى؟ لماذا تعد المقروئية هامة وكيف يمكن تطبيقها على المحتوى الذي نكتبه أو ننتجه؟ في الدرس الواحد والعشرين من دروس المحتوى في منصة أنوان، سنتعرف إلى مزيد من التفاصيل عن هذا المصطلح.

تعريف مقروئية المحتوى

هل هناك محتوى قابل للقراءة وآخر غير قابل للقراءة؟ إذا أردنا أن نعرّف المقروئية (بالإنجليزية: Readability) أو (الانقرائية في رواية أخرى) بشكل عام، فيمكن القول ببساطة إنها عبارة عن القدرة على قراءة الكلمات المكتوبة في لغة ما. أما مقروئية المحتوى (بالإنجليزية: Content Readability)، فتعني سهولة المحتوى المكتوب من حيث القراءة وتقديم معلومة جيدة تخدم القرّاء وزوار الموقع الإلكتروني الذي نُشر عليه المحتوى المقصود.

ما هي أهمية مقروئية المحتوى؟

عندما يقدم المحتوى المكتوب معلومة محددة وواضحة، تزداد فرصة استمرار زوار الموقع في قراءته بسهولة ويسر، ما يعني قضاءهم أطول مدة ممكنة في تصفح محتوياته.

ما هي إستراتيجيات تحسين مقروئية المحتوى؟

يزور الناس يوميًا الكثير من المواقع الإلكترونية، ولكن، إما أن يغادروها أو يتجنبوها، أو أن يحبوها ويستمرّوا في زيارتها. إن هدفنا في هذا المقال هو مساعدتك في جعل المحتوى الذي تكتبه من النوع الثاني، أي ذلك الذي يتابع الناس قراءة محتواه باتباع الخطوات التالية:

احرص على أن يكون الانطباع الأول عن المقال قويًّا

في المراحل الأولية لتعلم كتابة القصة والمقال، تغدو كتابة مقدمة جيدة للمحتوى أمرًا غاية في الأهمية. وكما يُقال، فإن "المقدمة هي الخُطّاف" الذي يشد انتباه القارئ للنص.

ويمنع الخُطّاف المناسب القارئ من مغادرة الصفحة أو تركها. لتحقيق ذلك مثلًا، يمكنك البدء بتعريف مصطلح أو كلمة مهمة يحتاج القارئ لمعرفتها، وبهذا يدرك مدى أهمية هذا المقال.

إذا كنت تكتب عن حدث أو تجربة ما، فابدأ بالعقدة، ثم اسرد التحديات التي مر بها البطل. دع القارئ يعيش التحدي الذي سيدفعه للاستمرار وإكمال القراءة حتى آخر المقال أو القصة لمعرفة النهاية أو الحل.

لا تخف، فالمقدمة يجب أن تعكس بساطة المحتوى كما أنها تطمئن القارئ بأسلوب ممتع، وواضح وغير مضلّل.

طبق قاعدة المحتوى المُتصَفَّح

بحسب إحدى الدراسات، يقوم 79% من الأشخاص بقراءة أولية لعناوين المقالات الرقمية في المدونات وغيرها من المواقع؛ وهذا يعني أن قارئ الإنترنت لا يقوم بالقراءة المفصّلة، بل يبحث عن معلومة تهمه فقط داخل المقال ككل.

ليس باللطيف أن تكتب مقالًا وأنت تعرف أن جمهورك في الحقيقة لن يقرأه بكامل تفاصيله! لكن إذا كان هدفك هو تقديم معلومة مفيدة ثم جعلها معنونة ومتسلسلة؛ فإنك تساعد القارئ على إيجاد المعلومة التي يبحث عنها ومواصلة القراءة. إن هذا هو ما يسمى بالمحتوى المُتصَفَّح أو Skimmable Content.

واحدة من أسهل الطرق التي تجعل المحتوى معنونًا هي تجزئة المحتوى؛ وذلك من خلال استخدام تقنيات التنسيق Formatting Techniques التي يسهل تطبيقها على أغلب المقالات، ومنها:

  • العناوين الفرعية Headings

تساعد في تحديد الفكرة الرئيسية لكل فقرة باستخدام التنسيق H1 و H2. لا يكمن الهدف مما سبق في التنسيق ومساعدة القراء فقط، بل يساعد محرك البحث جوجل في قراءة صفحتك ومعرفة مضمونها أيضًا.

  • الكتابة في صورة نقاط متعددة Bullet Points

أي بسرد المعلومات ونظمها على شكل نقاط متتالية، كتلك التي تقرأها الآن.

استخدام الأرقام طريقة سهلة لتقسيم المحتوى وتجزئته إلى عناوين فرعية، وعرض مدى تسلسل هذه العناوين وترابطها.

  • الفقرات القصيرة Short Paragraphs

أي كتابة جمل قصيرة بينها فواصل، بحيث يستطيع أي شخص قراءتها بسهولة. لكن، عليك الانتباه إلى ضرورة أن تكون الجمل كاملة وواضحة، ومتسلسلة، وإلا، ستشتت الكتابة القارئ وتخرجه عن موضوع الفقرة.

  • الخط الغامق، والمائل، والروابط التشعبية Bold, italicized and hyperlinked

تستخدم هذه التنسيقات لوضع الكلمات المفتاحية بلون مختلف، لتجعل القارئ يدرك أنها أكثر أهمية من غيرها، وتمكنه من قراءة المزيد عنها، ولكن لا تملأ الفقرة بمثل هذه التنسيقات، فقد تؤلم عينيه أثناء القراءة.

  • توظيف العناصر المرئية Visuals

تسهم الصور والفيديو، وغيرها من أنواع المحتوى المرئي في تقسيم قطعة المحتوى، وتشجّع القراء على البقاء في الصفحة.

استخدم لغة مألوفة

هل تعرف حقًا من هو جمهورك؟ إذا كنت كذلك، فاستعمل اللغة المألوفة لديه.

خلال عملية فهم شخصية القارئ أو العميل، دوّن الكلمات التي يحب استخدامها واستعمل المستوى اللغوي المتوافق مع مستوى القارئ، ومع أنواع المقالات في المجالات التي تهمه.

باستثناء الكتابة للأكاديميين، استعمل الكلمات المحكية لتكون قادرًا على مخاطبة جمهور أوسع من الناس، فيكون المقال سهل القراءة، أي ذا مقروئية أعلى.

تذكر أنّ كتابة المحتوى التسويقي الناجح تكون بكتابة إجابات مفيدة بالنسبة للأشخاص الذين يبحثون عن إجابة لسؤال ما، وذلك لأن مصطلح الكلمات المفتاحية خاص بكتّاب المحتوى والمسوقين، أما الأشخاص العاديون، فهم لا يبحثون عن كلمة مفتاحية، وإنما يطرحون سؤالًا، أو يكتبون جملة لمحركات البحث والتي ترشح لهم بدورها المقال الذي يحتوي الإجابة الأمثل.

كن بارعًا في اختيار كلماتك

بالإضافة إلى خطوات تجزئة النص التي ذكرناها، تُربك الكلمات التي لا تحمل معنى واضحًا، بالإضافة إلى الجمل الطويلة، القارئ وتجعله ينصرف عن المقال!

نذكر هنا بعض التعديلات التي يمكن أن تجريها على نصوصك لتجيد عباراتك إيصال المعلومة المنشودة:

  • لا تكرر نفس المعلومة بأكثر من كلمة

فمقالك ليس بحثًا دراسيًا تقدمه لأستاذك في الجامعة وأنت بحاجة لعدد محدد من الكلمات لأجل تحقيق النجاح في المادة التي يدرسها! ما المشكلة في أن تكون الكتابة واضحة ومباشرة، وموافقة لمعايير تحسين محركات البحث (SEO) وسهلة على القراء من دون إطالة وتضييع وقتهم؟

  • اكتب جملك في صيغة المبني للمعلوم

حاول الابتعاد عن صيغة المبني للمجهول. يعني، بدل أن تقول "في مقال نُشِر عن المحتوى يفيد أن.."، اكتب "نشرت منصة أنوان مقالًا في قسم دروس في المحتوى يفيد بأن.."

  • قلّل من استعمال الحال

بدل أن تكتب جملة تضمن الفعل والحال، استبدلها بأخرى فيها فعل يتضمن معنى الحال، فبدل أن تقول "مشت فلانة مسرعة نحو الحادث"، قل "انطلقت فلانة نحو الحادث".

  • تجنب العبارات التي لا تحمل معنى أو تلك التي تحمل صيغة المبالغة

الكاتب الناجح لا يجعل الحواجز تقف بينه وبين جمهوره، ولا يجد ثقلًا في الكتابة بلغة سليمة وبسيطة، وكل هذا يكون بتحقيق خطة تسويقية ناجحة ترفع من شأن قدرته على الإبداع، مع إفادة القرّاء في آن معًا.