قهوات☕.. حماية القلب

ما هي المشاعر التي تريد قلبك أن يمتلئ بها طوال اليوم؟

بالنسبة لي المشاعر الأهم هي السكينة والرضا وسلامة القلب، لا شيء أهم وأغلى من هذه في قلبي، وعلى المرء أن يحمي ما يريد وما يحب بكل ما أوتي من قوة، وهذا ما قررت فعله!

فعلى الرغم من رغبتي في إبقاء تلك المشاعر، هناك دائمًا ما يسرقها. وفي سبيل حمايتها، وجدت فكرة ظلت أرددها حتى تواسي يومي، إنها تشعرني بأنه لا يوجد ما يستحق الحزن من أجله أو الخوف منه، فقد أخذت من قبل حتى أن يبدأ اليوم، ومن قبل أن أخرج من غرفتي الصغيرة، خير ما في الدنيا!

نعم، هذا ما يحدث حين نحافظ على صلاة الفجر في موعدها. إنها كنز أحمله  داخل قلبي حتى تقويني على ما أجد في يومي، فما الذي قد أخسره وقد كسبت خيرًا من الدنيا وما فيها؟

فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.

لم يتوقف تأثير صلاة الفجر على ذلك فحسب، إنه الكنز الذي سيحميني من أذى الآخرين الذي علمت أنه لا مفر منه، ولكن ذلك الكنز قادر على مواساتي أيضًا، فمن صلى الفجر فهو في ذمة الله، أي في أمانه وجواره!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح فهو في ذمة الله،
وقال القرطبي في المفهم: وقوله: من صلى الصبح فهو في ذمة الله: أي: في أمان الله، وفي جواره أي قد استجار بالله تعالى، والله تعالى قد أجاره فلا ينبغي أن يتعرض له بضر أو أذى، فمن فعل ذلك فالله تعالى يطلبه بحقه.

إذن بشيء واحد نفعله وهو صلاة الفجر في موعدها نكسب، فلا يغدو هناك ما يُقلق، ونكون في ذمة الله، أي في أمانه وجواره فلا يغدو هناك ما يؤذي.

وفي النهاية السبيل الوحيد لحماية جمال القلب لا يكون إلا بجوار خالقه، فاللهم احفظ قلوبنا واحفظ الجمال والخير فيها.