ماذا تعرف عن عيد قوارب التنين الصيني؟

الأعياد الصينية الأربعة التقليدية هي جزء أساسي من الثقافة الصينية؛ فهي انعكاس لمعتقدات الشعب الصيني وعاداته، وتكون إجازة رسمية في البلاد، ويستغل الصينيون هذه الأعياد للعودة للديار والاحتفال مع عائلاتهم، ومن بينها: عيد قوارب التنين، ويسمى أيضًا عيد الدوانوو. 

أصل العيد 

يحتفل الصينيون بعيد القوارب في الخامس من شهر مايو كل عام حسب التقويم القمري الصيني، لإحياء ذكرى الشاعر الوطني " تشو يوان" الذي عاش في عصر الدول المتحاربة. كان "تشو يوان" صاحب منصب رفيع المستوى في دويلة "تشو"، كما كان مقربًا من الملك ويساعده في اتخاذ قرارات في مصلحة الدولة وكان هذا ضد مصلحة بعض نبلاء الطبقة الحاكمة، فكادوا له عند الملك حتى عزله من منصبه ونفاه خارج الدولة. فنظم في منفاه قصائد "الشكوى" و"سؤال السماء" و"الأغاني التسع" وغيرها من القصائد المشهورة التي أثرت في الأدب الصيني. عندما علم "تشو يوان" بسقوط دولته، انتهى أمره بإلقاء نفسه منتحرًا في النهر.

عندما وصل خبر انتحار "تشو يوان" إلى أبناء دولته، ذهبوا لانتشال جثته من النهر، مستخدمين قوارب على شكل تنين، واستخدموا كرات الأرز لكيلا يأكل السمك جثته، ويقال إنهم سكبوا الخمر في النهر لمنع السمك من إيذاء جسمه. ومنذ ذلك الحين، ظهرت عادات سباق قوارب التنين وتناول طعام "تسونغ تسي" (كرات الأرز) وشرب خمر "شيونغهوانغ" في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري الصيني.

عادات العيد 

 يعد سباق القوارب التي تكون على شكل تنين من أساسيات الاحتفال، ويتراوح طول كل قارب تقريبًا من 20 إلى 35 مترًا، وعلى متن كل قارب حوالي من 30 إلى 60 بحارًا يرتدون نفس الملابس ويقومون بنفس الحركات في مشهد حيوي للغاية. أثناء التجديف، يتم قرع الطبول، ويحاول كل فريق في القوارب أن يجدف بسرعة؛ لأن الفريق الفائز في الثقافة الصينية، سيحظى بالتوفيق والسعادة بداية من العام التالي. أصبح السباق حاليًا من الرياضات المائية المهمة في الصين التي تعزز روح التعاون والمثابرة، فيما أدرج سباق قوارب التنين عام 1980 في المهرجان الرياضي الوطني الصيني. 

وتعد أيضًا التسونغ تسي (كرات الأرز) من ضمن عادات الاحتفال فهي عبارة عن كرات أرز مطبوخة وملفوفة بأوراق الخيزران. تختلف خيارات الحشوات وأشكال التسونغ تسي حسب المنطقة: حيث تكون في المناطق الشمالية على شكل شريط طويل، ويفضلون عادة التسونغ تسي المحلاة بعجينة الفاصوليا والعناب والمكسرات كحشوات. وفي المناطق الجنوبية تكون على شكل مخروط مثلث، مع مجموعة متنوعة من الحشوات بما في ذلك بطن لحم الخنزير المتبل، والسجق، وبيض البط المملح. وعادة يعلق الناس تمثالًا للإله أمام الباب، ويربط الآباء خيوطًا ملونة من الحرير على معاصم أطفالهم، أو يعلقون أكياسًا وهي عبارة عن كيس صغير من القماش يحتوي على أعشاب؛ ويعتقدون أنها تجلب الحظ. ومن عادات الاحتفال أيضا شرب نبيذ "الريجار" وهو عبارة عن مشروب كحولي مضافٌ إليه مسحوق الريجار، ويعد ترياقًا قاتلًا للسموم وطاردًا للأرواح الشريرة. 

المراجع