ثقافة مُنجِز العمل الحر

إنّ ثقافة أي شخص في الحياة تعكس لغته وبيئته وسلوكه الاجتماعي ومعرفته وخبرته بالحياة، لكن هل فكرت يومًا كيف يؤثر مخزون الثقافة على مُنجزي العمل الحر؟

نجد هذا كثيرًا في تعريف منجزي الأعمال عن أنفسهم في صندوق "نبذة تعريفية" وذلك عند زيارة الملفات الشخصية الخاصة بهم.

تتسع ثقافة الأشخاص بناءً على المهارات المتخصصة أو العلمية، والمهارات اللينة (Soft Skills) أو القابلة للنقل التي يمتلكها كل منجز أعمال مستقل.

إن المهارات اللينة تساعدك في بناء نبذة تعريفية صادقة ومميزة، وكلّما استثمرت قدراتك ومهاراتك المكتسبة يمكنك إنجاز المشاريع بصورة أكثر إبداعًا وتميزًا تعبّر عن أسلوبك الخاص. لكن ما الأدوات التي تساعدك على رفع مستواك الثقافي وتزيد من مهاراتك؟

اللغة

تعد القراءة الوسيلة الأنسب لزيادة الثقافة والمعرفة، وكذلك الاطلاع والاستزادة من المواقع الإلكترونية، والمحتوى المفيد، والشخص الذي يمتلك أكثر من لغة، هو إنسان يمتلك مفاتيح أكثر لمعرفة ثقافات عالمية لم تُكتب بلغته الأم، ولا يعتمد فيها اعتمادًا كاملًا على جهود المترجمين! 

إن تعلم لغة أخرى له حسنات بعيدة المدى، لكنها عظيمة، فلو خصصت من يومك ربع ساعة أو نصف ساعة ستجد نفسك بعد أعوام تقرأ مقالات باللغة الجديدة مع الاطلاع على محتواها في الإنترنت، وبالتالي تخدم قدراتك من حيث الحصول على معلومة جديدة والبحث عنها.

ليس هذا وحسب، بل إن تعلّم لغة أخرى يمكنك من التواصل مع أصحاب مشاريع من دولٍ مختلفة، خاصة ضمن منصات العمل الحر العالمية.  

التعلّم المستمر

إن الإنسان المبدع لا يكتفي من التعلم من مصدرٍ واحد، ولا يصل إلى محطةٍ يقول فيها لقد أتممت علمي الآن، طبيعة العصر الذي نعيش فيه تقتضي السرعة في كل شيء! 

أكثر ما أحببته في منصة أنوان أنها تتيح لكتاب المحتوى المبتدئين الذين لا يملكون الخبرة بعد بالتعلّم المستمر من خلالها، من خلال مقالات دروس في المحتوى التي تطرحها في المنصة ومساعدة الكُتّاب في مراجعة المقالات وتحريرها، فيدركون الأخطاء التي يقعون فيها، ويتجنبونها في المرات القادمة!

ونجد أيضًا العديد من المنصات التي تدعم التعلّم المستمر من خلال ما تقدمه من دورات مجانية مستمرة، مثل:

1- منصة إدراك

2- منصة رواق

3- منصة سديم

4- ALISON

5- UDEMY 

البيئة

إن مُنجز الأعمال المبدع لا يمكن أن يكون شخصًا لا يعرف بالحياة سوى مكتبه وحاسوبه، فإذا أردت أن تكون كاتبًا ناجحًا عليك أن تخالط الكتّاب الناجحين، وإذا أردت أن تكون صانع محتوى مؤثرًا في مواقع التواصل الاجتماعي لا بد لك من مخالطة صناع المحتوى المؤثرين. وهكذا، عليك أن تشعر بوجود منافسين مبدعين لك، حتى تتمكن من تحفيز نفسك باستمرار، وحتى تخلق جوًّا عامًا مشجعًا لبيئة العمل، لأنك قد تقابل رفضًا من أقرب الأشخاص إليك خاصةً إن كنت قد تركت عملك المستقر في سبيل العمل الحر!

كن مميزًا دائمًا

في النهاية، إن استثمرت اللغة والتعلم المستمر والبيئة المحيطة بك بالصورة الإيجابية فإنك قد تصنع من نفسك إنسانًا مميزًا سواء أكنت من أصحاب العمل الحر أم موظفًا عاديًّا، فكن مميزًا دائمًا.