ذاكَ الحُلُم
هناك، فوق السحاب، يحلّق حلمي البعيد ويجرّني وراءه دون أدنى إرادةٍ مني، كالمسحورةِ أمشي في أثَر عبَقِه الأخّاذ، وكلّي تمنٍّ أن أراه كاملًا. لا أجزاء وروائح فقط، بل أريد ملْء عينَيّ ببهاءِ ألَقِه المتكامل يومًا، وهو عظيم برّاق ويُنسب إليّ أنا. أتحدث عنه وتنتهي جُمَلي بياء المُلكية.
كم أتوقُ شوقًا لتحقيقه، للمسه، للتفاخر به، للإنصات إلى الخطوات الأخيرة التي باتت قريبةً منه في درب الجهد والسعي إليه. إنه يقولُ لي ها أنا، اقتربي، بِتُّ قريبًا جدًا، وإن تُهتِ عني بفعل مللٍ أو يأسٍ مؤقتٍ من شيطان ضعيف، فتذكري رؤى ربِك عني، تذكري صورتي الكاملة التي وضعها هو في مخيلتك وأعطاكِ الإرشاد والنور كي تصلي إليها، كاملة دون نقصان، هذا أنا، إنني منه، إنني فيكِ، وخلالَ مدةٍ قصيرة ستكونين بي، تعيشينني ودموع فرحٍ تتقافزُ من مِحجَريكِ شُكرًا وامتنانًا.