طوّر مهاراتك الكتابية من خلال العمل الحر

"لا تخف من كسب المال بكتابة ذلك النوع من الأشياء التي لن تكتبها أبدًا من أجل متعتها. لا يوجد ما هو مخجل من كسب العيش، ومهما كان ما تكتبه، حتى لو كان نسخة كتالوج أو مقالات لمجلة تفتقد للعمق، سيجعلك هذا كاتبًا أفضل".

هكذا قالت الكاتبة آن باتشيت في نصحها للكتاب الذين يريدون كسب العيش من أكثر شيء يجيدونه في الحياة. لا بأس من تقديم حروفك للناس مقابل مبلغ مادي يطرق بابك بين فينة وأخرى.

الأمر ليس بتلك السهولة!

صحيح، هذا الأمر لا يكون بتلك الصورة الوردية، ولا يكون بتلك المتعة التي تستجلبها، أي من أفكارك الخاصة تلك التي تجمعها من نسيج خيالاتك، ونظرتك للأشياء، والمواقف والتفاصيل الصغيرة.

لكن يمكن أن تنظر للأمر من جانب آخر؛ فأنت كاتب وتمتلك الأدوات الكافية للقيام بالمهمات والوظائف الكتابية.

لا تقلق لديك الكثير لتقدمه!

حتى لو اضطررت للكتابة عن طعامٍ يقدمهُ مطعم ما، أو قدرة شركة للبرمجة على تصميم مواقع إلكترونية وبرامج هاتف، أو غيرها من التفاصيل التي قد تكون سطحية من وجهة نظرك! لكن مقارنةً مع كل ذلك أنت دونًا عن الجميع تمتلك نظرة خاصة للتفاصيل الصغيرة في الحياة، حتى لو كانت عادية، أنت تستطيع أن تمنح كل الجمادات الحياة من خلال وصفك.

اعمل في الكتابة تطويرًا لمهاراتك

السرعة في الإنجاز، والدقة في الوصف، والالتزام بالمعايير، وضبط اللغة والنحو، والتركيز واستجلاب فكرة محددة لوصف منتج ما، أو لإعادة صياغة محتوى معين، كُلها تجتمع لتشد عودك ككاتب!

عندما تخوض تجربة جديدة، صعبة، ستجعلك ترى الموهبة التي لديك بصورة أخرى أكثر مسؤولية، الانضباط يخرج منك جواهر قد لا تتخيل قيمتها، ويساعدك في تنمية مهاراتك في كثير من الجوانب.

تقول الكاتبة إيزابيل الليندي: "الكتابة دائمًا ما تعطي شكلًا من النظام لفوضى الحياة. إنها تنظم الحياة والذاكرة". 

وتقول كاثرين هاريسون في حكمتها للكتّاب: "جميعنا يعرف أولئك الموهوبين الذين يبددون حياتهم، وأولئك ذوي الأرواح العنيدة الذين يصرون على الظهور حتى لو لم يكونوا مُلهمين، حتى لو فقدوا إيمانهم بعملهم. أن تملك الموهبة والانضباط أمر رائع، غير أن الانضباط الذاتي أمرٌ لا يمكن الاستغناء عنه". 

وهذا يكون دافعًا للتمرين على الكتابة واكتساب مهارات جديدة. 

البساطة في التسويق أم الفنون!

اكتب فكرة واضحة؛ لأنك عندما تريد أن تكتب لأجل وظيفة ما فأنت تخاطب عقولًا عليك أن تقنعها بالمنتج الذي تقدمه، لا تحاول صف الكلام الكثير في وصفك، حاول قدر الإمكان أن تكون بسيطًا جدًا، وواضحًا في كلماتك، وقريبًا من عقول الناس.

ما الشيء الذي أكتب عنه؟

إذا طُلب منك اختيار المواضيع للمحتوى الذي تكتبه فهذا أمر جيد، لا تفكر للحظة أنك لن تجد موضوعًا جيدًا لتكتب عنه!

ألا تمتلكُ عقلًا؟ ووظيفة عقلك التفكير؟!

إذًا أنت تستطيع إيجاد الأفكار ما دمت على قيد الحياة؛ فاطمئن يا صديقي!

اكتب عن كل شيء حولك، القضايا الصغيرة والكبيرة، اكتب عن نفسك وعن آراء الناس تجاه فكرة معينة، حلل مقالات وأفكارًا كتبها كتّاب قبلك، أو انقدها مثلًا، لا تتوقف، فهناك الكثير لتفعله.

كن محظوظًا دائمًا

اجعل دائمًا معرفتك بالشيء أكبر من المقال الذي تكتب عنه أو القصة التي تسردها، ابحث دائمًا عن مصادر موثوقة جدًا، وإذا كنت تكتب عن موقف أو تجربة فلا تتركها لخيالك فقط!

وستكون أكثر حظًا إذا كنت تكتب عن مواقف يمر بها الناس، لأن هؤلاء الأشخاص سيتهافتون على مقالاتك، وستكون محظوظًا أكثر عندما تجالس أصحاب التجارب والخبرات أنفسهم، صدقني هذا كنز!

لذا كن محظوظًا دائمًا.


ملاحظة: اقتباسات الكُتّاب في هذا المقال من كتاب "لماذا نكتب؟"، من تقديم: بثينة العيسى.