سبيل جيل النهضة
صناعة النهضة.. اللعبة اللانهائية
الحضارة والنهضة وثبات دولة أو أمة لفترة من الزمن في سيادة وقيادة العالم تحت ظلها ليس وليد الصدفة، أو حتى نتيجة لانتصار في معركة أو حرب، فلا يوجد في التاريخ الحديث أو القديم أن نظامًا ظل قائمًا لقرون وما زال في القمة، ويعتبر قطبا أوحدًا في العالم، فهنالك الكثير من الصعود والهبوط والمتغيرات في هذه الطريق.
على سبيل القياس، فإن الشركات الكبرى بإمكانها أن تسيطر على صدارة العالم لفترة من الزمن في مجالها، أو حتى على كل المجالات، ثم تأتي لحظة وتخرج من المنافسة، أو الانهيار والإفلاس، فما الأسباب وما الخطأ الذي اقترفته؟
الشركات تلعب أو تعمل بالأحرى بطريقتين لعبة نهائية، أو لا نهائية، فاللعبة النهائية هي أن تلعب لعبة محددة بوقت وزمن وقوانين معدة مسبقًا معروفة للجميع ومن اجتهد وحفظ هذه القوانين سيفوز في هذه اللعبة ككرة القدم وغيرها من الألعاب النهائية.
أما اللعبة اللانهائية هي لعبة غير محددة بوقت أو زمن للنهاية، أو نتيجة لتحديد الفائز، هي لعبة مستمرة لا تتوقف، ولا يوجد أي قانون يحكمها ويضبط العلاقات والمتغيرات، مع تسارع الأحداث لحظيًّا بل أسرع من ذلك، فبقاء الشركات في القمة لفترة أطول وليس للأبد غير متاح والتاريخ يثبت ذلك، فعليها أن تعمل على مواجهة ثلاثة تحديات:
- أن تسعى لقضية عادلة؛ فلا يكون الربح الحافز الأوحد في المنظمة، لإنه يجب أن تسعى في غاية عظيمة لخدمة البشرية، وتقدمها كمبدأ في أفعالها وليس وسيلة دعائية لكسب التعاطف والتأييد، وللناس القدرة على تمييز الزائف من الحقيقي ولو على المدى البعيد.
- الثقة وصناعة الفريق؛ فأساس وعماد أي فكرة هو الفريق المحرك والحامل لهذه القضية العادلة، وأي عنصر سام قاتل لأي فريق، حتى لو كان الأبرز خبرةً ومهارةً، فالمهارات يتم التدرب عليها وصناعتها بأي فريق، لكن الثقة والتناغم بين الأفراد شيء يتطلب تضحيات ولا تجده مع المتكبرين والمتعالين على غيرهم.
- المرونة؛ بيئة الأعمال تتسم بالمتغيرات الضخمة والمتسارعة، وتنوع وتشابك العلاقات بين الأنظمة السياسية، والدول المختلفة في التوجهات والتحالفات والثقافات، فمن أراد الاستمرار فعليه أن يتصف بمرونة عالية، مع ثبات في الأهداف والتصورات وعدم الذوبان تحت الطلب والحاجات المتغيرة، فيفقد الثقة والسمعة، فالمرونة تحتاج الكثير من المعرفة والتطوير الذي يضمن قبول أي تحدٍ جديد كمحفز في العمل، وليس نقطة حرجة للهروب.
مع فارق المحفز للعمل بين الأمم والشركات الربحية الكبرى، ولكن هنالك ترابط كبير في قدرة الأمم على الصمود لعقود وهي على رأس العالم، قائدة للفكر والحضارة والقيم الخاصة بها، وإن تخلفت في أحد، هذه العناصر خرجت من اللعبة عاجلًا أو آجلًا.
ومن وحي القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، سنتكلم في ظل هذه التحديات من صناعة الغاية والقضية العادلة، ومن ثم صناعة الفريق وصفات الجيل الذي سيحمل الراية، والمتطلبات التي تضمن مواكبة المتغيرات بمرونة عالية لضمان الاستمرارية في صدارة الحضارة والنهضة.
ما هي الفكرة المحفزة للأمم التي تبقي شعلة العمل لعقود، وتضمن نهضتها والتفوق لحضارتها على غيرها؟
النازية الألمانية وتفوق العرق الألماني كانت عقيدة حاربت بها ألمانيا أوروبا في حربين عالميتين قُتِلً فيها أكثر من مئة مليون إنسان في أقل من ثلاثين سنة، وكانت الشعوب الأوروبية تحتل دولاً وشعوبًا باسم التفوق العلمي والحضاري، وتطمس كيانات وأمم من وجه الأرض لإثبات علو كعبها وعرقها. وبعد فترة عادت الشعوب لثقافتها ولم يستطع المحتل فرض هيمنته فكريًّا وثقافيًّا إلا بتشوهات ليضمن عودته وحاجة الدول له، وما زلنا نعاني من فرض ثقافتهم بسياسات اقتصادية وسياسية حتى الآن بأشكال متعددة.
على الجانب الآخر من العالم، كانت الفكرة المحفزة لشعب اليابان لقرون متعاقبات بأنهم أنصاف آلهة، وأن أرضهم مقدسة، وكانوا لا يتأخرون في أخذ وتضمين أي نموذج فكري وحضاري يساعد في تفوقهم فترات وصلت لأربع مرات، مرة من نموذجها الفكري، والمرة الثانية من الحضارة الصينية، حتى تفوقوا على الصين وشعبها واحتلوا أرضهم لفترة من الزمن، والثالثة من البعثات البرتغالية في القرون الاستعمارية، والأخيرة بعد توقيع الاستسلام بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والرضوخ لكل العقوبات التي تحجم قوة البلاد ومع ذلك أثبتت قدرتها على تجاوز جميع الأزمات، وحافظت على تراثها، والقدرة على التطور والتحول للأفضل كل مرة.
الحضارة الإسلامية كانت النموذج المثالي لربط الإنسان بالله سبحانه، والفكرة المحفزة كانت أنه خليفة الله في أرضه، وأن الإسلام يضمن له أجورًا أفضل إن أحسن لأمته وللبشرية أجمعين، وثقافة الإحسان عابرة للأجيال، فكانت العلوم والأفكار والحضارة متاحة لجميع الشعوب التي تعايشت مع المسلمين ولم يكن هنالك أي فكرة لتفوق المسلمين على غيرهم من الشعوب، وما زالت المجموعات المسلمة جزءًا في الدول التي وصلتها الفتوحات الإسلامية، وبعد عقود طويلة لم تهيمن أو تجبر الشعوب على فكر معين بل كانت رافعة للفكر والعمل جنبًا إلى جنب مع أي تنوع ثقافي، مع أن الناظر للتاريخ سيرى كم عمل المحتل في أي أرض تواجد فيها المسلمون، على طمس هويتهم، وإجراء تغيير ديموغرافي، حتى لو اضطر الأمر لمجازر أو تطهير عرقي.
الشاهد في الفكرة المحفزة هو الإنسان الذي سيحمل هذه الفكرة والمجموع الذي يطمح في التغيير للأفضل، وفكر جيل النهضة وطبيعة صفاته التي سنصل بها إلى مجموع أمة بذات نفس الهمّ والمسؤولية، التي ستمهد الطريق لنهضة جيل، فإنسان النهضة هو الذي يحمل الفكر النهضوي ويتحلى بالأخلاقيات والمهارات التي تعينه، ويبذل كل الوسع والقدرة في سبيل قضيته على طول الطريق.
أولًا: فكر جيل النهضة.. صناعة الغاية والقضية العادلة
ما هي الطريق والطريقة في رحلة البحث عن الهوية والفكر؟
التفكّر عبادة، فالمتأمل في حاله وحال البشرية معه في الأسئلة الوجودية التي تعين الناس فإما أن ترتقي نفوسهم باليقين والإيمان، أو تضيع بهم في مهاوي الشكوك والضياع:
- من أين أتيت؟
- من أنا ولماذا أحيا؟
- إلى أين أذهب بعد هذا الرحلة البسيطة على الأرض؟
يقول أبي حامد الغزالي: “ولم یكن ذلك بنظم دلیل وترتیب كلام، بل بنور قذفه الله تعالى في الصدر، وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف، فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضیق رحمة الله تعالى الواسعة؛ ولما سئل رسول الله صلى الله علیه وسلّم عن الشرح ومعناه في قوله تعالى: فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهْدِيَهُۥ يَشْرَحْ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَٰمِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُۥ يَجْعَلْ صَدْرَهُۥ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى ٱلسَّمَآءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ ٱللَّهُ ٱلرِّجْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الأنعام - 125).
قال: هو نور یقذفه الله تعالى في القلب، فقیل: وما علامته ؟ قال: التجافي، وهو الذي قال صلى الله علیه وسلم عن دار الغُرُورِ والإنابة إلى دارِ الخُلُود، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ تعالى خلق خلقَه في ظُلمةٍ ، فألقَى عليهم من نورِه ، فمن أصابه من ذلك النُّورِ يومئذٍ اهتدى ، و من أخطأَه ضَلَّ، ؛ فلذِلك أقولُ: جَفَّ القَلَمُ على عِلمِ اللهِ.
الراوي:عبدالله بن عمرو، المحدث:شعيب الأرناؤوط، المصدر:تخريج العواصم والقواصم الجزء أو الصفحة6/ 219 حكم المحدث:حديث صحيح.
فمن ذلك النور ینبغي أن یطلب الكشف، وذلك النور ینبجس من الجود الإلهي في بعض الأحایین.
كيف للأفكار والخيالات التي تبني وعي الناس أن تبحر بهم في عوالم العلم والمعرفة، وتفتح آفاق وفضاءات لا نهائية، فعلينا مداومة البحث ولا نتوقف في هذا الكتاب المنظور، واليقين يأتي بمعيّة الله تعالى وحده، يستقر في أفئدة الناس ويشتعل نورًا بتقديره سبحانه.
سيبقى الإنسان ضعيفًا مفتقرًا لله طوال رحلته مع أسئلته، حتى يُزرَعَ بَرَدُ اليقين في قلبه، ويتخطى مراحل الشك والتِيه، وَيضمن سلامة الوصول راسخًا صلبًا هاديًا.
كيف أفكر؟
نقرأ في التاريخ المسطور من تاريخ العرب وجاهليتهم قبل نور الإسلام عليهم، كان آخر حدود فكرهم ما يعاينونه من ماديات محسوسة وواقع يعايشونه من قبيلة، وحروب عبثية، وولاءات مضللة، لا وزن لهم على خريطة العالم.
أول ما نزل القرآن على سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم في خطاب رباني للعالمين أجمعين:
بـ"اقرأ"، ليست قراءة عادية، كالتي نعرفها ونتداولها.
هي دعوة للتفكر والتدبر والتأمل والبحث، وبعدها يوجهنا الله سبحانه نحو الطريق وبوصلة المعرفة التي لن نضل ما دمنا في سبيلها: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)( سورة العلق:1)، هو الغاية في البحث، هو السبيل، هو المبتدأ والمنتهى، هو الله جَلَّ في عُلاه.
البدايات أصل كل شيء إذا وصلت إليها تزرع الإيمان، وَتُهييء لكَ طريق الإحسان للوصول للّه سبحانه، وتكمل طريق المعرفة، (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) ( سورة العلق:2)، إذا عرفت تابع باسم الله سبحانه، وإذا علمت فلا تطغَ وَتركن إلى غرورك، أمام عظمة الله وحكمته المطلقة.
"فالعلم أن تعرف قدرك ولا تعدو قدرك" الجنيد البغدادي.
هل ضمن الإسلام الحرية العقلية واستقلالها؟
لم يعطل الدين العقل ولم يحاربه، فها هي دعوة أبينا ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام لسيدنا محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام، (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)( سورة البقرة: 129)، عَطْفُ الحكمة على الكتاب يقتضي شيئا من المغايرة بزيادة معنى فالكتاب هو القرآن، والحكمة هي مجموع ما أرشد إليه هَديُ الهُداة من أهل الوحي الإلهي الذي هو أصل إصلاح عقول البشر، أول تبليغ الرسالة تلاوة القرآن، ثم يكون تعليم معانيه، ثم العلم تَحصلُ بِه التزكية وهي في العمل بإرشاد القرآن. التحرير والتنوير – الطاهر بن عاشور.
فكان الدين دليل توجيه وإرشاد في ظل محدودية الإنسان وقدراته لا معطلة له، فبعث الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليوقظ العقل النائم، ويبحر في كلام الله في كتابه المسطور، ويترقى في عقله تفكّرًا في كتابه المنظور، ويسأله أن يعلمه كما علّم سيدنا داود، ويفهّمه كما فهمها لسليمان، ويدعو بدعوة المربي الأول وخير البشرية عليه الصلاة والسلام أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه.
ما هي خطوات العمل والسبيل للنهضة وجيلها؟
إذا عُرفت الغاية من هذا الجهد في الحياة الدنيا، أصبحت الطريق واضحة، والقضية هي حمل راية الاستخلاف في الأرض وفق منهج الأتقياء بشرع الله تعالى، فالعلم هو السبيل، ومع ذلك نحتاج لجهد كبير لغربلة وأسلمة ونهضة وتطوير، بحيث نؤدي دورنا في إعادة إنتاج الثقافة العلمية اللائقة في ظلال الوحي بما يغطي حوائج الواقع وفق التدرج التالي:
- طلب العلمأن تكون الغاية من الأساس محددة والهدف واضحًا كبيرًا، يسعى كل طالب لنهضة الأمة، ويضع نفسه موضع المسؤولية والجدية في العمل، ولا ينسحب أو يرمي بحمله على غيره، وكل ما ترقى وازداد علمًا كان أحرص على نقله وتزكيته، ولا يضيع في ظل طغيان حمى تحصيل الشهادات والدرجات العلمية، فيضيع العلم وثمرته، ويتم اختزاله في ورقة مروسّة مختومة بشعارات تصنف الناس بدرجة ورقية منزوعة الفكر والغاية.المشكلة ليست بالشهادات والترقي العلمي والأكاديمي، بل المشكلة أن نتسابق لنظهر ما ليس فينا تفاخرًا ومباهاة، فأصبحت أشبه ما يكون بطبقات للزينة والتجميل لأشخاص بلا مضمون.
- التخصص المكثف الدقيقيتبادر للذهن طريقة الأوليين في حصولهم على تخصصات موسوعية في مجالات متعددة، ولهم جلسات مدارسة وتعليم أشبه ما تكون بجامعات مفتوحة ذات كليات متخصصة لجميع الناس، تزكية لهم ولعلومهم.في عالمنا لا نملك هذه القدرة ولا الوقت لهذه النماذج حاليًّا، كل ما نريده أن يتدرج المتعلم ويترقى في التخصص، ويكثف العلوم ليصل لدرجة دقيقة، ويصبح الخبير والمرجع في مجاله، وغيره في مجالات أخرى، فيكون لنا طيف من الخبراء الموسوعيين في مجالات دقيقة مكثفة يصنعون تيارًا فكريًّا ونموذجًا للناس للاقتداء والعمل.
- معايشة أهل الخبراتفي كل مجال أهل خبرة وتجربة يجب العودة إليهم لسعة إطلاعهم في المسائل الكبرى، والقياس على فهمهم والخروج بمعرفة أوسع وأشمل.
- مراجعة الأفكاربمعايشة أهل الخبرات ضمان لمراجعة الطريق، وضمان سلامة المسير، ومعايرة البوصلة في الاتجاه الصحيح، فكثير منا تأخذه العزة بالإثم ولا يتراجع إن حاد عن الصواب ولا ينزل على الحق إذا استفرد بنفسه وعلمه.
ثانيًا: جيل النهضة مجتمع أخلاق وقيم.. صناعة حَمَلَة الرَّاية
ففي رحلة العمل لا بد من إعداد جيل النهضة بعد إعداد الفكر والعقل والقدرة على المواجهة، والشجاعة في قبول الحق والنزول عنده مع قبول الاختلاف، وتنمية الضمير على العفة ومعرفة الحق ولا يتعداه بأكل حقوق غيره، وما زال على خيرٍ ما داوم على تغذية قلبه وربطه بالله سبحانه طول الرحلة.
المجتمعات بين عالم الأفكار وعالم الأشياء في تفاوت كبير، فلن نصل لمجتمع فاضل يغير عالم الأشياء؛ أي الواقع الذي نعيشه، دون أن نبذل الجهد الكبير في تنظيم عقل الناس والمجتمعات وطريقة تفكيرهم باسم الله، وتعريف حدود علاقاتهم مع الله، والحياة، والناس، والرزق، وغيرها، وممارستها وتطبيقها عمليًّا على أرض الواقع مع اكتساب المهارات، والقيم والأخلاقيات المؤهلة لجيل النهضة الذي يوصلنا للنصر والتمكين.
هل هنالك نموذج قرآني لأخلاقيّات جيل النهضة؟
لو أخذنا نظرة عامة على تسلسل سور القرآن، والبداية مع سورة البقرة التي يبين الله فيها أخطاء أهل الكتاب مع الدعوة إلى التميز عنهم، ومن ثم سورة آل عمران من حيث مناقشتهم ومحاورتهم بلطف مع إيجاد نقاط مشتركة مع أهل الكتاب، وبعدها سورة النساء وفيها انتقاد غلوّ أهل الكتاب والاختلاف فيما بيننا، حتى وصول الخطاب في سورة المائدة إلى المفاصلة والمواجهة وإظهار الحق ونصرته دون مواربة، فلا نقتطع جزءًا من آية ونلبسها خارج سياقها العام فتظهر الصورة مشوهة.
عودًا على بدء، تعلمنا من معلم البشرية أن نأخذ بالأسباب بأنها كل شيء وأن نتوكل على الله كأنها لا شيء.
رحلة الدعاة والأنبياء والرسل لم تكن مفروشة بالورود والرفاهية بل كانت تمر بمراحل رئيسة؛ التكذيب، الإيذاء، الإخراج، القتال، النصر والتمكين.
بعدها تكتمل خماسية العمل والدعوة لدين الله، ففي مرحلة من طريق العمل لا بد من مواجهة وتضحية وبذل وقت وجهد ونفس.
فالعمل والإعداد والأخذ بالأسباب عبادة، وجب علينا العمل لنصرة الحق، وما نحن إلا جنود الله في أرضه، حاملين لواء الاستخلاف وعمارة الأرض، فإن تقدمنا فمن الله وفضله، وإن تأخرنا فمن أنفسنا وتقصيرنا.
صورت لنا آيات سورة المائدة صفات وأخلاقيات جيل النهضة ويقينا من الله إن عملنا بها لنكون من حزب الله الذي يستحق النصر.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)) (المائدة: 54 – 56).
يجب معرفة آليات التدرج في الخطاب الرباني حتى نصل لمرحلة المفاصلة والمواجهة مع أهل الباطل، وكيف بين الله سبحانه وتعالى صفات حزب الله العاملين لرفعة راية الحق نحو النصر والتمكين.
ما هي صفات الفرد والجيل الذي يستأهل نصر الله كما وردت في آيات سورة المائدة؟
- الولاء لله ورسوله وللمؤمنينكيف سيبقى ضمن صفات جيل النهضة من لم يتحلّ بثلاثية الولاء لله وحده، وطاعة رسوله الكريم والنصرة للاسلام والمسلمين، في ظل الحياد العالمي وإنكار أي حق للمسلمين، والتنطع بالحقوق والحريات بمعايير مزدوجة لا ثابت فيه إلا المصلحة والنفعية، فينتزع الناس من عقائدهم وأفكارهم، وولائهم نحو الفراغ والسيولة بلا شكل ولا قيمة، مجتمعات هلامية لا كيان لها.
الولاء لله وحده هو ركيزة من ركائز التوحيد لا يُشرَك أحدٌ مع الله لا بالنفع ولا بالضر، عقيدة راسخة لا تزحزحها التقلبات السياسية والنفوذ العالمي وسطوته على البشرية، وإظهارهم مكان المتنفذ الوحيد في العالم وكأن العالم يمشي بأمرهم.
ومن أساسيات المجتمع المسلم هو الترابط والتواد والتراحم كما أمرنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم فنصرة الإسلام دينًا والمسلمين مجتمعًا، نعينه على الحق، ونقف معه حتى ينزل عن أي باطل. - المحبة لله؛ اتباع ما يحب الله سبحانهما الذي يحبه الله وما هي القيم التي يحبها الله كالصدق والحق والتعبير عن الذات، ونقاء الضمير وقول الحق واتباعه، فكثرة وتنوع العبادات والحث على قراءة القرآن والذكر، كل ذلك لمداومة الارتباط بالله سبحانه، وتذكر أنه عبد لله مفتقرُ إليه، ليس وحده في هذه المسيرة.(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة: 222)؛ قدم بالذكر الذي أذنب على من لم يذنب، لئلا يقنط التائب من الرحمة، ولا يعجب المتطهر بنفسه، فالمتطهرون هم المتنزهون عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث، ففيه مشروعية الطهارة مطلقًا، لأن الله يحب المتصف بها، ويشمل التطهر المعنوي عن الأخلاق الرذيلة، والصفات القبيحة، والأفعال الخسيسة، فالله يحب الذي يعترف بذنبه وتقصيره، ويعود له مستغفرًا ولا يعاود الذنب إصرارًا، يعتبر ولا يعتدي.(وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: 195)؛ فالإحسان أعلى مقامات الطاعة وهي أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم يراك فهو يراك، وهذا يشمل جميع أنواع الإحسان، لأنه لم يقيده بشيء دون شيء، إن الله يحب أهل الإخلاص والإحسان، فالذي يتقن عمله ويقدم أفضل النتائج فصاحب الخط الجميل يزيد رسالة الحق وضوحًا.(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: 159)؛ الذي يعتمد على حول الله وقوته، متبرئًا من حوله وقوته، فهو الذي يبادر ويأخذ بالأسباب ولا يعجز، ويقدم الحلول ولا ينتظر النتائج سائرًا في سبيل الله متحديًّا كل المصاعب.(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة: 42) / الحجرات: 9 / الممتحنة: 8)؛ إن الله يحبّ المنصفين الذين ينصفون الناس، ويعطونهم الحقّ والعدل من أنفسهم، فيبرّون من برّهم، ويُحْسنون إلى من أحسن إليهم، الذين ينزلون على الحق والعدل ولا يتعدون على غيرهم، ويحبون نصرة العدل ويتعاطفون مع غيرهم إذا وقع عليهم ظلم أو اعتداء، حتى ولو كانوا ظلمة وأعداء، فلا يمنعك ذلك من العدل في الحكم بينهم، وفي هذا بيان فضيلة العدل والقسط في الحكم بين الناس، وأن الله تعالى يحبه.وحدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: "المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين العرش ، الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا ".فكثير من الصفات التي لن يتسع المقام لذكرها، ما دام هنالك عمل ودعوة، فلا بد من إبتلاء، ويبتلى المرء على قدر دينه، والقيم والصفات الذي يحبها الله، يتحلى ويصدق الله فيها ونسعى في كسبها وتعزيزها.فالمحرك في كل منا وازع داخلي، تظهر انفعالاته وتعاملاته من صفات النقاء، والطهارة، والحساسية تجاه الله، والمؤمنين، والناس أجمعين.
- ترك ما يبغض الله سبحانه(إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) (القصص: 76)؛ سياق الآيات يدلنا على بغض الكبر فالله لا يحب كل مختال فخور، الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، أي لا تفرح بهذه الدنيا العظيمة، وتفتخر بها، وتلهيك عن الآخرة، فإن اللّه لا يحب الفرحين بها، المنكبين على محبتها.(فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) (النحل: 29 / الزمر: 72 / غافر: 76)؛ المتكبرون الذين تكبروا عن الإيمان وعن عبادة الله، فهي من صفات الشيطان وهي من أخطر الآفات، فجاء الإسلام ليكسر هذه النفوس المتكبرة، ويبرز المساواة والقسط بين الناس.(وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) (آل عمران: 140)؛ الله لا يحب المعتدين، والله لا يحب المفسدين، كلها تندرج تحت الإفساد في الأرض وتؤثر على المجتمعات والأمم والنتائج كارثية، فلذلك وجب عمل حصانة للأفراد والأسر والمجتمعات من الصفات التي تفتك في نسيج الأمة وتفسدها، والكبر يتبعه إفساد، والإفساد يمهد لصفة يبغضها الله، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ)( الأنفال - الآية 58).القرآن رسالة ربانية للبشرية أجمعين يسره الله للذكر فهل من مذكر؟ فالتكرار ومتابعة الختمات لكسب الأجور لشيء عظيم، نحتاج لتدبر عميق، وقطف العبر والعمل على إحداث تغيير في السلوكيات وتطبيق رسالة الله في حياتنا.
- الذلة على المؤمنينقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُرِّمَ على النارِ كُلُّ هيِّنٍ، ليِّنٍ، سهْلٍ، قريبٍ من الناسِ.) فالمؤمن لا يدخر جهدًا في إزالة كل ما يؤذي المؤمنين، يبادرهم بكل خير ويلقاهم مبتسمًا ولا يؤذيهم بكلام، يفرج كربهم ويسترهم ويقضي حاجاتهم، فمن حرم الرفق حرم الخير كله، فالرفق بالمؤمنين إظهار للرحمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.وواجب علينا أن نقوم بحقوقهم ولا نخونهم فيها، يأمن كل منا جانب الآخر لا نروع بعضنا ولا يضر أحدنا بالآخر، نهتم ببعضنا ونتفاعل بقضايانا لا نشمت بهم ولا نهجرهم.
- العزة على الكافرينسياسة تغليب المصالح وإظهار جانب من جوانب العلاقات الدولية، لا يكون إلا بعد بذل الوسع في الحشد والرباط على الحقوق والثغور، وإعداد العدة والمواجهة إن تطلب الأمر فلا تكون عزة على الكافرين إلا بإظهار مظاهر الإعداد والقوة، وإلا سيكون أهل الإسلام في هوان واستضعاف وتجور الأمم عليهم، فليس المقصد الإيذاء والبدء في العدوان بل كي لا يتجرأ المعتدون.
- الجهاد في سبيل اللهفي ظل اختلال موازين الناس ومدى قدرتهم على التميز بين حقهم في الدفاع عن أنفسهم، وبين الذوبان في العولمة وتعليب المفاهيم كي لا يقال عنهم إرهابيون في معايير المجتمع الدولي، أما إن كنت أوروبيًّا فلك الحق أن تدفع الظلم ويتطوع كل الدول ومواطنوها في هذا الحرب ولن يصنفك أحد أفرادًا أو جماعات تحت أي بند، أن لا تخاف في الله لومة لائم وتظهر بالدين وتدفع عنه الظلم والعدوان، تتطلب فهمًا ووعيًا وجرأة في الحق.فما بين جهاد الطلب والدفع، والرخصة والعزيمة، تتفاوت العزائم والهمم، فمنهم بنفسه وبيده، أو لسانه أو بنانه وقلبه، ومن اجتهد بعلمه له أجر، ومن ساهم بماله فله أجر المجاهد، ومن لم يعمل من أهل الإيمان ويبذل نفسه في التخلي عما يبغضه الله سبحانه والتحلي فيما يحب ويترقى بالإيمان بالله وولائه لله والرسول والمؤمنين ويدافع عنهم ولا يخاف في الله لومة لائم فلينتظر الاستبدال؛ فسوف يأتي الله بقوم آخرين وليس ذلك على الله بعزيز، فأي مصيبة بعدها من مصيبة.
فالله يوضح لنا الطريق ويوجه البوصلة لطريق الحق التمكين ومن حاد عنه فيستبدله الله، وسيمهد الله الطريق لِعُمًّارِ الأرض العاملين المخلصين، وسيتساقط على الطريق المتذبذبون، لا إلى الحق منافحين، ولا للباطل منكرين بين هؤلاء وهؤلاء مرجفين.
فالأمة مجموع وليست فرقًا وأفرادًا، تتحلى بالقرآن دستورًا، والسنة النبوية منهاجًا، للقضاء على روح التخاذل والانتكاس التي تسيطر على الأمة، والله الموفق المعين.
ثالثًا: الإيمان بالقضايا وبذل التضحيات.. صناعة المرونة ومواكبة التحديات
وهو النموذج التطبيقي في ميادين العمل والجهد وترجمة الأفكار في عالم الأشياء كي نعكس التصورات عند النخب لجميع أطياف الأمة ونكون تيارًا نهضويًّا يلزمنا ما يلي في جيل النهضة:
- التسلسل التاريخي وسعة الاطلاعكما تم البناء عليه سابقًا عن طبيعة الفكر والتحصل على أخلاقيات جيل النهضة ونفهم كيف وصلنا لما نحن عليه من قلة حيلة وتبعية في كل مجالات الفكر والحياة والحضارة، مع أننا كنا الرواد في كل ذلك.ولكي نرتبط بالقضايا المركزية ومشكلاتها وجب معرفة أخبار الجيل الذهبي؛ جيل الصحابة مع سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولنا في تعاقب الخلافات صعودًا وهبوطًا حالة فريدة لدراسة عوامل كل فترة، قوةً وضعفًا والتعلم منها والبناء عليها، وكذلك أحوال الأمم السالفة والمتغيرات التاريخية التي طرأت عليها.
- سلامة المنهج وتنوع المشاربمن الضروري متابعة الثقات الذين أجمع الناس والعلماء على فهمهم مع تنوع مشاربهم، كي لا نحصر مجال التدبر والإبداع بصورة واحدة، فتغيب بعض الفوائد من جهات مختلفة، بعد أن تمتلك أدوات المعرفة من استنباط وتحليل وقياس.
- النظرة المركزية للأحداثفي ظل هذا العالم الذي يعزز التفاهة ويؤسس لأنظمة وحكومات تدعم برامجه وتطبيقاته لتغييب الشعوب عن القضايا المركزية، أصبح من الصعب صناعة وَعي للأمة، أو أن تجد جلدًا أو صبرًا على البرامج الطويلة التي تصنع الباحثين والمفكرين وأصحاب التخصصات الذين يفككون الأحداث المركزية، ويصيغون الحلول لأساس المشكلات، ولا نضيع في الأعراض وهوامش الأحداث والقضايا.
- بناء المعاهد الأكاديمية ومراكز الدراساتخلال العقود الماضية واظب الغربيون والمستشرقون منهم على محاربة الدين والتدليس فيه، وعلى الأمة بالأكاذيب والروايات المكذوبة للتشكيك في الثوابت.تحولت هذه الجهود لنمط مختلف لتسهيل الوصول لنتائجهم الخبيثة، فصار العمل من خلال مؤسسات ومراكز بحثية على مستوى العالم، وهم معنيون بوضع إطار للفهم وتعريف خاص بمعاييرهم للإسلام، وأي ممارسة خارج هذا الإطار فهي إرهاب، وأصولية، وتشدد وغلو وتطرف ولك أن تزيد وتزيد.معركة الفكر لا تواجه إلا بالفكر، فلكم نحتاج لأصحاب التخصصات الدقيقة المكثفة لوضع البرامج من ضمن مؤسسات ومراكز بحثية، لإعادة تشكيل وعي الشعوب والأمة بقضاياهم المركزية، وضبط البوصلة وتوجيه الفكر للمسار الصحيح.
- المواجهة الشاملة وتبني فكر النهضةنصل للخطوة النهائية وليست الأخيرة بالطبع بعد بناء شبكة من العلاقات على مستويات ضخمة من قطاعات وفئات مختلفة وصولًا لصناع القرار.المداومة والاستمرارية، فلن يكون الطريق مريحًا أو سهلًا، فتطويع سنن الله سبحانه في كونه لها أسبابها، والنقطة الحرجة التي تتحول الموازين فيها لصالح النهضة وأهلها علمها عند الله سبحانه، وعليه زمانها، كي لا نصادمها ونضمن تدرج أمة، وارتقاء الفكر، وقبول الاختلاف، فيتغير الحال بالمغالبة، حتى نصل إلى جيل النهضة عبر سبيلها.
إلى حملة راية جيل النهضة
تا لله ما الطغيان يهزم دعوةً يومًا وفي التاريخ برُّ يميني - الدكتور يوسف القرضاوي
دعوة الإسلام وإن خَفَتَ بريقها وتراجعت عن قيادة العالم وحضارة البشرية لفترة من الزمن، ولكنها ستعود بريقًا ساطعًا لأنها خير أمة أخرجت للناس أجمعين، والأمة مجموع وليست فرقًا وجماعات، وإن عرفنا من نحن وما الغاية من حياتنا؛ من استخلاف وعمارة للأرض وفق شرع الله سبحانه، عملنا في مركزيات القضايا وتركنا الأعراض من الأمراض والمؤامرات التي تُحاكُ لأمتنا، وتدمي خاصرة نهضتنا، سنصنع خطوات راسخة نحو طريق النهضة، والعمل لصناعة حضارة تخدم الأمة والبشرية أجمعين لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.
المصادر والمراجع:
- كتاب جند الله ثقافة وأخلاقًا | الدكتور سعيد حوى.
- كتاب فقه بناء الإنسان فى القرآن | الدكتورة كفاح أبو هنود.
- تاريخ الفكر العربي والإسلامي الحديث 4 | الاستشراق | أحمد السيد | يوتيوب.
- سلسلة بوصلة المصلح | أحمد السيد | الحلقات 1 - 13 | يوتيوب.
- كتاب بوصلة المصلح | أحمد السيد.
- رؤوس الحكمة | حوارات النهضة | الدكتور جاسم سلطان | ح17 | يوتيوب.
- القيم وطهارة القلب | حوارات النهضة | الدكتور جاسم سلطان | ح18 | يوتيوب.
- ماذا يحب الله؟ | حوارات النهضة | الدكتور جاسم سلطان | ح19 | يوتيوب.
- ما الذي لا يحبه الله؟ | حوارات النهضة | الدكتور جاسم سلطان | ح 20 | يوتيوب.
- رحلة الإنسان والقيم | حوارات النهضة | الدكتور جاسم سلطان | ح 21 | يوتيوب.
- حوارات النهضة | تصورات خلف القيم | الدكتور جاسم سلطان | ح 22 | يوتيوب.
- كتاب اللعبة اللانهائية | سايمون سينيك.
- تفاسير السعدي، القرطبي، الطبري، ابن كثير، البغوي، التحرير والتنوير.
- http://hdith.com للتحقق من صحة الأحاديث.