سارق كتابي!

لي كتاب أعتز به أخذته مرة معي إلى الجامعة. فكرت أن أتسلى في طريقي وأغير من جو الرتابة الذي يغزوني وأنا في الحافلة متوجهًا  إلى جامعتي. وصلت إلى الجامعة وبعد ساعتين انتبهت إلى أن الكتاب ليس معي. بحثت في حقيبة كتبي فلم أجده. سألت زميلي فأكد لي أنه لم يرني أحمل كتابًا، ولكن كان هناك زميل لي يجلس على بعد ثلاثة كراسيّ عني وكان يحمل بين كتبه كتابًا يشبه كتابي لونًا وحجمًا.

ظللت أنظر إليه بريبة. فكرت بأنه سرق كتابي لا محالة! عندما وضع كتبه داخل حقيبته شعرت بضيق لا يمكن وصفه. تبعته وهو يمشي مع زملائه. كنت أنظر إليه بنظرة سارق الكتب، وهي نظرات يملؤها الغيظ. فكرت كيف سأفضحه وأجبره أن يخرج كتابي من الحقيبة وماذا سيقول الناس عنه! إنه يستحق أن يحتقره الناس فهو سارق والسارق تقطع يده!! فلماذا أُراعي مشاعر سارق!!

فكرت أن أذهب إليه وبلحظة واحدة اختفى من أمامِي. بحثتُ عنه في أروقة الجامعة ولم أجده. توجهت للعودة إلى بيتي بحزنٍ وركبت الحافلة وأنا مكسور الخاطر افكر في كتابي الذي سرق وبذلك الزميل السارق الذي لا ضمير لديه. وبعد دقائق من صعودي الحافلة، وصل الجابي إلى مقعدي فقال لي: أيها الشاب، اليوم صباحًا نسيت كتابك في مقعدك ولم أستطع أن أناديك لأنك كنت مسرعاً هذا كتابك خذه.

كنت أشعر بضيق وأنا آخذ الكتاب من الجابي، وتمنيت لو أني لم أفكر بكل تلك الافكار تجاه زميلي. كنتُ أنا صاحب الظنون السيئة بالآخرين ولست نقياً من الداخل لهذا نظرت إلى الاخرين بهذا الشكل.

الظنون السيئة ليست فقط عن سارق الكتاب ذاك، وإنما قد تكون الظنون في أفكار وتصرفات البعض تجاهنا، فلنحاول أن ننقي قلوبنا من تلك الظنون وأن نكون أنقياء، فربما يكون رزقنا من خلال نقاء سرائرنا.