تجربة الدراسة في هنغاريا (1)

أرحب بك في هذه السلسلة التي تعنى بالحديث عن تجربة الحصول على منحة دراسية في هنغاريا للإفادة وتسليط الضوء على بعض النصائح التي قد تفيد الباحثين عن فرصة الحصول على منحة لإكمال الدراسة الجامعية في أوروبا خاصة بمراحلها الثلاث أو ما بعدها.

هنغاريا في سطور

هنغاريا دولة تقع في وسط أوروبا تمتاز بمناخها البارد وطبيعتها الخلابة وماضيها العريق وشعبها الهادئ وعملتها ذات الاسم المميز (الفورنت المجري) ولغتها التي تستعصي على الغرباء.

تقدم هنغاريا منحًا دراسية كل عام لطلاب البكالوريوس والماجستير والدكتوراة من دول العالم الثالث، والشرق الأوسط وغرب أفريقيا وشرق آسيا، وهذا يجعل المناخ الدراسي ثريًا ومتنوعًا ومتعدد الثقافات بامتياز.

تمتاز هذه المنحة بتغطية تكاليف الأقساط الجامعية كاملة في الجامعات الهنغارية المشمولة بالمنحة وهي معترف بها في الأردن، إضافة إلى توفير السكن الجامعي، إذ يختار الطالب الإقامة في السكن الجامعي أو استلام مبلغ شهري يقدر بـ 130 يورو أو ما يعادل 40 ألف فورنت، أو أن يتدبر أمر سكنه بنفسه وهو ليس بالأمر الهين ولكن سنأتي للحديث عنه لاحقًا. كما يحصل على راتب شهري يختلف حسب المرحلة الدراسية (40 ألف فورنت لطلاب البكالوريوس والماجستير و140 ألف فورنت لطلاب الدكتوراة).


كيف أبدأ طريق الفوز بمنحة

الطريق ليست سهلة وليست مستحيلة، وما عليك إلا الأخذ بالأسباب والقراءة بتمعن وعمق حول الموضوع وتجهيز ما يلزم والعزم على المضي قدمًا.

كما هي العادة، لكل منحة متطلبات على المتقدم تغطيتها والتفوق بها والمرور بعدة مراحل بداية من تقديم جميع الأوراق المطلوبة منه كاملة، وقبولها من مكتب المنحة والجامعة لدراستها، ومرورًا باجتياز الامتحانات المطلوبة (سواء امتحان اللغة الإنجليزية أو الامتحانات المحددة حسب كل جامعة واختصاص)، وصولًا إلى المقابلة الشخصية، ونهاية بقبوله كطالب حائز على منحة دراسية كاملة.

صدقني حين أقول إن الأمر ليس بالصعب المستعصي، فكما حصلت أنا عليها ومثلي كثيرون يمكنك أنت كذلك أن تلحق بنا، ولنبدأ من متطلبات هذه المنحة بشكل عام والتي قد تبدو متشابهة مع منح أخرى في دول أخرى، لذلك وإن لم تكن هنغاريا وجهتك الأولى أو خيارك المفضل، فإنه ما زال بإمكانك الاستفادة من هذا المقال.

ستكون أول نصيحة أقدمها لك، أن لا تستصغرن من المعرفة شيئًا. صحيح أنه ليس من الحكمة أن تضيع وقتك في تصفح الكثير من المواقع والصفحات التي قد لا تفيد، ولكن إن كنت لا تعرف تمامًا من أين تبدأ أو أن الأمر برمته ضبابي أمامك، فالأفضل أن تبدأ بقراءة كل ما يتعلق بالمنح والجامعات من قريب أو بعيد، بحيث وإن كنت تفتقد وجهة واضحة لك أو بلدًا معينًا، فمن الأفضل أن تترك الطريق تقودك. لذا ابدأ بالبحث واقرأ حتى تعلم عن ماذا تبحث وتعرف أيضًا عن ماذا يبحث المانحون؟ وبالتالي يمكنك إيجاد الدوائر المتقاطعة بين ما تطمح إليه وبين ما تملك من شهادات أو دورات أو معرفة وما يطمح المانحين لإيجاده فيك، ومن ثم يمكنك ملء الحلقات الفارغة.


الأوراق المطلوبة 

ويمكن باختصار الحديث عن الأوراق اللازمة لمنحة هنغاريا، وهي الشهادات الجامعية وكشف العلامات مصدقة باللغة الإنجليزية ، ويمكن بسهولة الحصول عليها من جامعتك التي درست بها.

يتوجب عليك أيضًا تحضير رسالة الدافع، وهي رسالة تكتبها بكلماتك الخاصة، وتتحدث فيها عن خبراتك ومميزاتك كطالب، وتشرح سبب اختيارك لهذه المنحة في هذا البلد وهذه الجامعة بالذات، وتوقعاتك عن دراستك وطموحك لما بعد الدراسة.

من تجربة شخصية، أؤكد لك أنك ستجد الكثير والكثير من النماذج المكتوبة والجاهزة في الإنترنت، ولكني أنصحك بشدة أن لا تستخدم خاصية النسخ واللصق هذه المرة، بل حاول بعد أن تقرأ الرسائل الجاهزة لغرض الاطلاع فقط، ومن ثم حاول كتابة رسالتك الخاصة عن نفسك أنت بدون مبالغة، واجعلها معبرة وصادقة وحقيقية تشبهك بالذات بدون تزييف. أظهر شغفك فيها للتعلم والتطور وشخصيتك المنفتحة والمحبة للاندماج مع الآخر، وفي نفس الوقت رغبتك في العودة لبلدك وإفادة وطنك وشعبك بما تعلمت، وطبعًا حاول أن تكون الرسالة خالية من الأخطاء الإملائية واللغوية قدر الإمكان.

من المهم أيضًا، أن تتواصل مع بعض المدرسين والأساتذة في مراحلك الدراسية السابقة (البكالوريوس والماجستير) وذلك للحصول على شهادة توصية بك موقعة ومختومة من جامعتك بشكل رسمي وبتاريخ يقترب من تاريخ تقديمك للمنحة.

ومن المهم جدًا أن تقدم فحصًا طبيًا لإثبات الخلو من الأمراض، وهو فحص يمكن الحصول عليه من أقرب مركز صحي حكومي بشكل ما، إلا إذا كانت الجامعة التي ستلتحق بها تطلب فحوصات خاصة بها، كما من المرجح أن تشمل هذه الفحوصات الآن فحصًا إضافيًا لفيروس كورونا المستجد.

وبالتأكيد، لا تنسَ إرفاق امتحان إثبات مستوى اللغة الإنجليزية حسب ما تطلبه جامعتك وهو ما سنأتي للحديث عنه لاحقًا بالتفصيل في المقالات القادمة.