النساء بين البيت والعمل
كثر الكلام عن المرأة العاملة منذ بداية القرن العشرين وكانت التساؤلات كثيرة حول إمكانية المرأة في التوفيق بين بيتها وعملها، كما كان الشغل الشاغل في ذلك الكلام هو هل تستطيع المرأة أن تؤدي عملها في البيت بصورة جيدة مع عملها في الوظيفة على أساس أنها ستهمل عملها في البيت على حساب عملها الوظيفي.
كان خروج المرأة إلى العمل ثورة تقوم بها المرأة في الماضي وجاءت من بعدها مطالب حرية المرأة من الظلم والاستعباد والجور كما يدعي البعض. إنّ حرية المرأة لا تتمثل في كونها متحررة في كل شيء تقوم به، وإنما عليها التقيد بقيود أو ضوابط معينة حتى تحفظ نفسها من المجتمع المهووس بها وبحريتها. فالمرأة مناضلة إذا أدت الوظيفتين على أكمل وجه وخاصة إذا كانت تلك الوظيفة -أعني خارج البيت-وظيفة محترمة لا تقلل من أنوثتها ورقتها، فما أكثر المجالات التي تستطيع أن تعمل بها المرأة في الوقت الحاضر بين السياسية، والثقافية والمجالات الاجتماعية، وغير ذلك.
إن العمل الذي يجب أن تقوم به المرأة يجب أن يكون ذا قيمة، وفي نفس الوقت، حسب قدرتها وطاقتها. إنّ التطور الحاصل في الحياة أوجد الكثير من الوظائف التي تستطيع المرأة مزاولتها إلى جانب الرجل فهي نصف المجتمع.
وعلى الرغم من أن المرأة كائن لطيف يبحث عن الاستقرار مثلها مثل الرجل، فإن العمل في أحيان كثيرة يعتبر استقلالية لها، فتشعر بوجودها فيه فتتحقق تلك الاستقلالية عند ما تشعر بأنها عضو فاعل وصالح في المجتمع الذي تعيش فيه.
إن المرأة تستطيع أن تنتج ما ينتجه الرجل، بل في بعض الأحيان قد تنتج أفضل منه ليس مناصرة للمرأة لا، وإنما أعني أن إبداع المرأة لا يقل أهمية عن إبداع الرجل. صحيحٌ أن المرأة قد لا تبدع في الشؤون العسكرية كالرجل، ولكنها تستطيع أن تبدع في العلم، والثقافة، والسياسة وغيرها. وما أكثر الأمثلة على ذلك!
فهناك عالمات جليلات أبدعن في مجال العلم أذكر منهن ماري كوري التي أعطت للعلم الكثير، وفي السياسة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وفي الأدب والشعر الشاعرة نازك الملائكة، وغيرهن الكثير.
إن المرأة في استطاعتها أن تنتج فهي عضو نشط في خدمة الإنسانية عامة، ولا يجب أن نحد من هذا الإبداع والإنتاج العظيم للمرأة العاملة.